مسلم أفريقي هزم العبودية
نسترجع اليوم قصة المسلم الأفريقي
الذي هزم العبودية الأميركية
وذلك بالتزامن مع المظاهرات
التي ثارت في الولايات المتحدة
بعد مقتل جورج فلويد على يد شرطي
تمعن جيداً بهذه اللوحة
ودقق في "الكتاب الأحمر"
المعلق على رقبة هذه الشخصية
إنه نسخة للمصحف الشريف مكتوبة باليد
المكان: إنجلترا
الزمان: 1733
الشخصية: أيوب سليمان ديالو
العمل الفني: للرسام البريطاني ويليام هور
فما هي القصة الملحمية وراء هذه اللوحة؟
ولد أيوب لعائلة مسلمة
في السنغال عام 1701
كان والده علامة يحظى باحترام كبير
واهتم بتعليم ابنه
مكنه ذكاؤه وذاكرته القوية
من حفظ القرآن الكريم في سن 15
يقال أنه مع والده كان لهما
دور في عمليات تجارة العبيد
قبض عليه تجار الرقيق
أثناء بيعه البضائع عام 1731
مع اثنين آخرين ونقلوا في سفينة
عبر المحيط الأطلسي إلى أميركا الشمالية
وتحديداً إلى ميناء أنابوليس
المعتمد في تجارة الرقيق
استعبد أيوب في مزرعة للتبغ بالقرب من
أنابوليس بولاية ماريلاند الأميركية
حافظ على الرغم من استعباده
على ممارسات الدين الإسلامي
كان يختبئ في الغابة ليصلي على انفراد
حتى عثر عليه مجموعة أطفال بيض
سخروا من ممارساته
ورشقوه بالحجارة أثناء صلاته
وبعد عام من الاستعباد والظلم
وامتهان الكرامة الإنسانية
قرر الفرار لنيل حريته
ليقبض عليه مجدداً ويسجن
في محكمة مقاطعة كينت
وهنا تتالت المصادفات
التي قلبت حياته رأساً على عقب
حيث التقاه في سجنه "توماس بلويت"
قاض ورجل دين بريطاني
ساعده في الخروج من السجن والعودة
إلى مزرعة التبغ التي هرب منها
هذه المرة فكر أيوب الشاب الدمث والمثقف
بطريقة أخرى للانعتاق
كتابة رسالة باللغة العربية إلى والده
يخبره فيها عن حاله وأحواله
لعل الوالد يستطيع فك أسره
لكن الرسالة وقعت بيد الضابط
في الجيش البريطاني
جيمس أوجلثورب
مؤسس مستعمرة جورجيا البريطانية في أميركا
ومدير الشركة الملكية الأفريقية المحتكرة
لتجارة العبيد من موانئ غرب أفريقيا
لكن ردة فعل الأخير
كانت نقيض ما قد نتخيله
فقد أثرت كلمات الرسالة فيه
ولم تجعله يشتري حرية أيوب فحسب
بل دفعته لإرساله إلى لندن
وأمن له عملاً في الشركة الملكية الأفريقية
خلال وبعد رحيله إلى لندن
كانت ثقافة أيوب
والتزامه بالتعاليم الإسلامية
جلية بشكل واضح للجميع
إذ لاحظ طاقم السفينة
استمرار رفضه لشرب الخمر
رفضه تناول اللحوم ما لم يتم ذبحها
وفقاً للشريعة الإسلامية
الالتزام بصلواته الخمس اليومية
على متن السفينة
وبقيت عاداته معه حتى بعد وصوله لندن
حيث كان المستعمرون البريطانيون
يأملون أن تساعدهم علاقات أيوب
ومكانته بغرب أفريقيا في بناء علاقات أقوى
تدعم تجارتهم في العاج والصمغ والذهب
لكن تربية المسلم الأفريقي أهلته
ليكون من النخب الدينية لا التجارية
لذلك باءت كل مساعيهم بالفشل
بالمقابل دخل أيوب
في نخبة المجتمع الإنجليزي
وكان محط إعجاب النبلاء
لثقافته وأخلاقه العالية
وإبهاره لرجال الفكر والدين
بحججه المنطقية والرصينة
كما كان له أثر واسع الطيف في فهم بريطانيا
لثقافة أفريقيا وهويتها والإسلام
وفي السنوات الأولى من القرن التاسع عشر
كان المدافعون عن إلغاء العبودية
يذكرون أيوب كشخصية رئيسية
في تأكيد الحقوق الإنسانية
لأصحاب البشرة السمراء
وبالعودة للقرن الثامن عشر
تعتبر صورة أيوب التي تشاهدونها
هي الأولى التي يكون بطلها رجل أسود
بل وأن وضعية جلوسه
وابتسامته وملامح وجهه
التي اختارها الرسام ويليام هور
وثقت إدراج أيوب ضمن فئة النبلاء
في وقت تفشت العنصرية
والطبقية المقيتة في بريطانيا
أما عن "الكتاب الأحمر"
فهو ليس المصحف الوحيد
الذي كتبه أيوب بخط اليد
أثناء سجنه في أميركا
بل هو من ضمن 3 مصاحف
كتبها كاملة باعتماد خالص على الذاكرة
للمزيد من الفيديوهات تابعونا على موقعنا الرسمي: https://www.mohtawa.ae
تابعونا على:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Official Website| https://www.mohtawa.ae
Facebook| https://www.facebook.com/mohtawaae
Twitter| https://twitter.com/mohtawaae
Instagram| https://www.instagram.com/mohtawaae