أبيات شعر عن فراق الأصدقاء
أبيات شعر عن فراق الأصدقاء
قيلَ في الصديقِ الكثيرٌ من القصائد والخواطرِ والذِّكَر، فهو القريبُ إذا اشتدّ الدهر، والماءُ إذا انكسرَ السّحاب.
قال المتنبي:
ما ذا الوَداعُ وَداعُ الوامِقِ الكَمِدِ هذا الوَداعُ وَداعُ الرّوحِ للجَسَدِ
إذا السّحابُ زَفَتْهُ الرّيحُ مُرْتَفِعاً فَلا عَدا الرّمْلَةَ البَيضاءَ من بَلَدِ
ويا فِراقَ الأميرِ الرّحْبِ مَنْزِلُهُ إنْ أنْتَ فارَقْتَنَا يَوْماً فلا تَعُدِ
قال إيليا أبو ماضي:
فإلى اللّقا يا صاحبّي إلى اللّقا أزفّ الرّحيل وحان أن نتفرّقا
إن تبكيا فلقد بكيت من الأسى حتى لكدت بأدمعي أن أغرقا
وتسعّرتْ عند الوداع أضالعي نارًا خشيت بحرّها أن أحرقا
ما زلت أخشى البين قبل وقوعه حتى غدوت وليس لي أن أفرُقا
يومُ النوى، للّه ما أقسى النّوى لولا النّوى ما أبغضَتْ نفسي البقا
رحنا حيارى صامتين كأنّما للهول نحذر عنده أن ننطقا
أكبادنا خفّاقة وعيوننا لا تستطيع من البكا أن ترمقا
نتجاذب النظرات وهي ضعيفة ونغالب الأنفاس كيلا تزهقا
لو لم نعلّل باللقاء نفوسنا كادت مع العبرات أن تتدّفقا
يا صاحبيَّ تصبّرا فلربّما عدنا وعاد الشّمل أبهى رونقا
قال ابنُ زيدون:
أضْحَى التّنائي بَديلاً منْ تَدانِينَا وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا
مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ، حُزْنًا، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا
أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا أُنسًا بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدهر آمينَا
فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا؛ وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا
وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا، فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينا
قال الشاعرُ القرويّ:
لا شَيْءَ في الدُّنْيا أَحَبُّ لنَاظري منْ مَنْظَر الخلاَّن والأَصْحَاب
وأَلَذُّ مُوسيقَى تَسُرُّ مَسَامعي صَوْتُ البَشير بعَوْدَة الأَحْبَاب