تعطلت سيارته فكانت نقطة الانطلاق إلى تحقيق حلمه والنجاح .. ولكن تأتي الرياح بما لاتشتيه السفن
#ايكو_عربي - تعطلت سيارته فكانت نقطة الانطلاق إلى القمة والنجاح .. ولكن تأتي الرياح بما لاتشتيه السفن
اسمي احمد..أعمل موظف حكومي في وزارة البيئة
لدي مواهب ادارية وتجارية واحمل ميولًا لافتتاح عملي الخاص
لكن لم تخطر في بالي أي فكرة لعمل خاص
كذلك فان العمل في الوظيفة يبقى آمن أكثر من افتتاح مشروع مستقل
ذات يوم تعطّلت سيارتي بالطريق واذا بشاب يعرض المساعدة
حاول الشاب مساعدتي رغم عدم معرفته بتصليح السيارات
ذهب على دراجته النارية الصغيرة لأقرب محل تصليح
وأحضر معه الميكانيكي الذي طلب قطر السيارة الى ورشته
قطرنا السيارة حيث اراد الميكانيكي ودعاني الشاب لشرب الشاي
كان يملك كشكًا صغيرًا بنفس المنطقة يبيع فيه الشاي والقهوة وبعض الأطعمة
قدّم لي كوبًا من الشاي ومعه حبة "كُبّة" شامية
وهي عبارة عن برغل مطحون ومحشو باللحم المفروم
لقد كانت الكبة التي قدمها لي الشاب اطيب كبّة اكلتها في حياتي
طلبت منه الثانية والثالثة ولم أشبع منها بسبب مذاقها الرائع
سألته من أين أحضر هذه الكبّة اللذيذة فأخبرني انه يصنعها بنفسه
استغربت وقلت له أن الكشك صغير على صناعة هذه الكبة اللذيذة
فقال لي أنه يعدّها في منزله ويحضرها معه ليبيعها في المحل
صممت على أن يريني المكان الذي يعد به الكبّة
وبعد ان انهى الميكانيكي السيارة انطلقنا الى منزله
كان بيته متواضعًا يعيش فيه مع والديه واخوته وخصص لنفسه مطبخًا صغيرًا تحت سلّم المنزل
كان المطبخ فوضوي ويعج بالأواني رغم نظافته الواضحة
على الفور عرضت عليه الشراكة بافتتاح مطعم يخصصه للكبّة
تفاجأ الشاب بعرضي ولكنه وأبدى استعداده الفوري للشراكة
فقد ملّ من الامكانات المتواضعة التي يعمل بها على حد تعبيره
توجهنا على الفور لاستئجار محل وأخرجت التراخيص اللازمة
اتفقنا على أن نتقاسم كل شيء مناصفة وأننا سنكون نعم الشركاء
افتتحنا المطعم واطلقنا عليه اسم "كهف الكبّة"
إذ استغليت فيه كل مواهبه بصناعة هذه الاكلة اللذيذة
وقدمناها باشكال مختلفة منها المشوي ومنها المقلي ومنها المطبوخ
ومنذ الشهر الأول نجح المطعم نجاحًا باهرًا وحققنا ربحًا عاليًا
مرّت الأيام ونحن نحقق الأرباح حتى بدء شريكي بالتململ
إذ قال أنه يعمل لوحده في المحل بينما انا في وظيفتي
فعليّ أن اساعده بالمحل أو أزيد حصة أرباحه الى الثلثين
شرحت له أنني لا استطيع ترك الوظيفة كما أنني أقوم بكل الاعمال الادارية
لكنه صمم على رأيه فوافقت على ما طلب خوفًا من انهيار جهدنا كله
عدنا للعمل مجددًا وصار العمل يكبر والطلبيات لا تتوقف
لكن شريكي صار كسولًا ويأتي متأخرًا للعمل ولا يلبي الطلبات
بعد فترة من الزمن صار يتعامل بقلة احترام لي
تحمّلت كل ذلك وحاولت مرارًا معه أن لا يهدم مشروعنا الناجح
أكّد أنه مخلص للمشروع ولكن العمل صار متعب له
وظللت صابرًا عليه حتى اكتشفت انه ياخذ بعض الطلبيات ليعدّها في مطبخه الصغير القديم
وذلك بهدف عدم ادخال حسابها الى المحل بحيث ياخذها لجيبه
قررت على الفور فض الشراكة واغلاق المحل بسبب خيانة العهد
لينتهي حلمي بمشروعي الخاص
لو كنت مكاني...ماذا كنت ستفعل؟