من أعظم ما كُتب في رثاء الأم (مؤثر)

أمّاه إنّي عند قبركِ واقفٌ .. هل تسمعينَ من الأسى أنّاتي
لو في يدي لجعلتُ عندَكِ مرقَدي..وجعلتُ قبرَكِ موطنًا لحياتي
قد كنتُ في الأسفارِ أرقبُ ساعةَ.. اللقيا فأمحو غُربتي وشتاتي
واليومَ من يمحو رُكامَ مواجعي..إن قُطِّعَتْ في البُعدِ كل صِلاتي
أين التي تُدني وسائدَ قلبِها .. حُبًا ويسبقُ دمعُها دمعاتي
أمي أجيبيني أنا ابنُك أرتجي .. حرفًا يُضمِّدني يلمُّ شتاتي
قولي بُنيَّ فإنني أشتاقُها .. قولي بُنيَّ لأسترد حياتي
ما سرتُ في أرضٍ مشيناها معًا ..إلا رأيتُكِ في مدى خطواتي
ما غبتِ عن عيني وربك ساعةً..روحي وروحكِ ساكنان بذاتي
وأراكِ في كل الوجوه كأنما .. أصبحتِ ملءَ العين والنبضاتِ
في كل حينٍ ألتقيكِ بخاطرٍ .. مثل الزلال على الظما خطراتي
أماه بلّلتُ الترابَ بأدمعي .. أوَتشعرين بهذه العبراتِ
أمي رحلتِ إلى الكريم فأبشري..بالجود من كفيْه والرحماتِ
وارتحتِ من وصبِ الحياة وهمِّها .. ما هذه الدنيا بدار حياةِ
ستمرُّني ذكراكِ كل عشيةٍ..وأراكِ في صحوي وفي غفواتي
سأراكِ في طُهرِ الغيومِ ووبْلِها..في الورد حين يفوحُ في النسماتِ
خلّدتُ في خلدي خيالكِ لم يغبْ..أنّى يغيبُ وأنتِ لي نبضاتي
أمي سأخبر عنكِ ربي كلما .. ناديتُه ، سأراكِ في سجداتي
قُطِعَتْ حِبالُ الوصلِ فيما بيننا..إلا حبالَ الوصلِ بالدعواتِ
أمي سأفتح كل ليلٍ شُرفةً .. نحو السماء بسجدتي وصلاتي
يا جنّةَ الدنيا التي ودّعتُها .. ألقاكِ عند الله في الجنات
..............