مغامرة ميركل والقرار الذي هاجت ألمانيا وقتها بسببه وتصدت الاحزاب اليمينية .. فكيف كانت النتيجة؟
#ايكو_عربي - مغامرة ميركل والقرار الذي هاجت ألمانيا وقتها بسببه وتصدت الاحزاب اليمينية .. فكيف كانت النتيجة؟
في مثل هذه الأيام قبل خمس أعوام غامرت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بتاريخها ومستقبلها السياسي
إذ قررت عالمة الكيمياء السابقة قرارًا تاريخيًا لم يتجرأ عليه احد من قبلها
وهو فتح بلادها أمام ملايين اللاجئين الفارين من الحروب في الشرق الأوسط
هاجت ألمانيا وقتها وماجت ضد قرار ميركل وتصدت الاحزاب اليمينية الألمانية لمنعها
لم يتوقف الامر على الداخل الألماني..بل أعلن رؤساء دول اوربية تحديهم لقرار مستشارة ألمانيا
وأعلنوا رفضهم لسياسة ميركل بالحدود المفتوحة وهدد بعضهم بالانسحاب من الاتحاد
وصف السياسي البريطاني نايجل فاراج قرار ميركل بأنه أسوأ قرار اتخذه قائد اوروبي حديث
واعتبر ان ميركل انتهت من الحياة السياسية الأوربية والألمانية بسبب قرارها هذا
حتى الرئيس الأمريكي ترامب علّق على قرار ميركل واعتبره قرارًا كارثيًا على ألمانيا
وبرغم كل تلك المواقف خرجت ميركل بمؤتمر صحفي شهير عام 2015 وقالت لشعبها:"سنتدبر الأمر"
وأضافت المستشارة قائلة:"ألمانيا دولة قوية" ولا تخاف من استيعاب الفارين من الحرب
استغلت ميركل قوة اقتصاد بلادها ونفوذها السياسي وفرضت على دول الاتحاد استقبال اللاجئين
وجد حزب البديل اليميني المتطرف قرار ميركل فرصة لإنهائها من الحياة السياسية الداخلية
وراح يحرّض الناخبين الألمان على مستشارتهم قائلًا أن ألمانيا ستغرق بالجريمة والارهاب
واجهت ميركل في تلك الأيام أوقاتًا عصيبة وانخفضت نسبة تأييدها لمستويات قياسية
لكنها تابعت بقرارها ولم تتراجع واستقبلت بلادها ما يقارب 2 مليون لاجيء اليوم
اليوم..وبعد 5 سنوات على قرار ميركل..هل ندمت المستشارة على ما فعلت؟
جريدة الجارديان البريطانية حاولت الاجابة عن هذا السؤال بتقرير نشرته أمس الأول
وبيّنت الصحيفة ما فعله القادمون الجدد الى ألمانيا
إذ استطاع الآلاف منهم اتقان اللغة الألمانية بسرعة كبير بحيث التحقوا بالجامعات
بينما انضم آخرون فورًا الى سوق العمل بالبلاد وبدؤوا الانتظام بدفع الضرائب
وتشير احصائيات منظمة مالتيزر المتخصصة بإغاثة اللاجئين
أن القادمين الجدد من بلدان الشرق الأوسط يحققون نتائج مدهشة في سوق العمل
وانتظم 312 ألف منهم بوظائف ثابتة وبدؤوا بدفع تأميناتهم والضرائب على دخولهم
وهي نسبة مرتفعة ومشجعة تقارب على 25% من مجموع اللاجئين الواصلين
أما فيما يتعلق بالجريمة التي حذر منها اليمينيون فقد أثبتت الأرقام تراجع معدلات الجريمة بالبلاد
فبعد أن كانت تسجل المانيا 6 مليون جنحة عام 2009 انخفضت الى 5 مليون ونصف عام 2018
لم يزد نسبة مرتكبيها من الأجانب عمومًا عن 30 % فقط والباقي كانوا مواطنين ألمان
أما على مستوى الهجمات الارهابية فقد شهدت البلاد آخر هجمة بعام 2017
لتبدء ثقة المواطن الألماني تعود بالمستشارة ميركل مجددًا وتبدء بالصعود
ووصلت هذه الثقة ذروتها مع ادارة ميركل لأزمة كورونا
إذ استطاعت عالمة الكيمياء العبور ببلادها الى بر الأمان حتى هذه اللحظة
ومع ذلك لازال خصوم ميركل يتهمونها بأسلمة أوروبا وبايذاء الاقتصاد الألماني ولم يتراجعوا
شاركنا برأيك
هل تعتقد أن ميركل تغلّبت على خصومها وأثبتت صحة قرارها؟