قمت بالغش في الامتحانات ولكن تم كشفي
بطلة قصتنا اليوم هي "آن" وقيامها بالغش كاد أن يدمر حلمها لتصبح طبيبة. منذ أن كانت طفلة صغيرة، أرادت أن تكون طبيبة، وقام والداها بدعمها في ذلك الحلم. ومن لن يدعم طفله ليحقق حلمه!؟ بالطبع، حتى تصبح طبيباً، يجب عليك أن تدرس كثيراً. في الواقع، ينبغي عليك أن تدرس أكثر بكثير من أي طفل آخر، خاصة فيما يتعلق بالعلوم الطبيعية. عندما كانت طفلة، درست آن أكثر من الآخرين، وحاول والداها دعمها بالدفع لمعلمين خصوصيين مختلفين أو بشراء الكتب التي احتاجتها لتتقدم أكثر.
ومن ثم كانت هناك مسألة الدرجات – حتى يتم قبولك في كلية جيدة، يجب أن تكون درجاتك ممتازة، ولحسن حظ آن فقد حصلت على امتياز طوال حياتها. بالطبع، أحبتها مدرساتها لأنها كانت الطالبة النجيبة في المدرسة؛ القدوة التي يحتذي بها الآخرون. أحبت آن السيدة غارسيا، أستاذة علم الأحياء، لأنها بدت مهتمة بها بصدق ودعمتها طوال طريقها خلال المدرسة.
لكن الأمور أصبحت أصعب عندما بلغت آن سن الخامسة عشر – فقد كان لديها العديد من الواجبات والاختبارات، ولم تركز جميعها على المواضيع المرتبطة بمسارها الوظيفي. توجب عليها قضاء كل أمسياتها في الدراسة لوقت متأخر، وكانت تغفو على مكتبها حتى في بعض الأحيان. كانت مرهقة دائماً، ولكن لم يكن باستطاعتها التضحية بسجلها المثالي.
كل صديقاتها كنّ يخرجن ويستمتعن بوقتهن، في حين كانت آن عالقة دائماً في المنزل للدراسة، حتى خلال عطلات نهاية الأسبوع. أرادت أن تستقطع بعض الوقت للراحة من كل ذلك، لكنها احتاجت إلى المذاكرة لاختبار مهم. لذلك قررت عمل ورقة غش. مرة واحدة فقط! وكانت لا تزال ستذاكر للاختبار، مجرد أنها لن تذاكر بشكل كامل ودقيق كما تفعل في العادة. وبهذه الطريقة يمكنها أيضاً أن تخرج وتتسلى مع صديقاتها دون أن تقلق كثيراً.
قررت أن تضع ورقة الغش تحت جواربها. بهذه الطريقة يمكنها أن تنظر إليها دائماً دون أن تثير الكثير من الريبة. لذلك في اليوم التالي استخدمت طريقتها الحاذقة في الغش، وبالطبع كانت تجربة مرعبة لها لأنها لم تغش من قبل أبداً. كانت متوترة للغاية لدرجة أن كفيها كانت مبللة من العرق. ولكن نجحت الخطة تماماً في اليوم التالي لأنها درست أقل ولكنها حصلت على "A" على الرغم من ذلك.
جعلها هذا تعتقد أنه ربما لم يكن هناك أي ضرر في الغش أحياناً، لذلك بدأت في القيام به أكثر قليلاً، باستخدام نفس الطريقة دائماً - تحت جواربها. الآن لم تعد تغفو على مكتبها، والأهم من ذلك، أصبح لديها وقت لتقضيه مع صديقاتها، اللاتي ربما كن قد نسين أيضاً شكلها، لأنهن كن يرينها نادراً للغاية قبل أن تبدأ في الغش.
بعد مرور وقت قصير، أصبحت آن تغش في كل اختبار تقريباً. صحيح أنها كانت لا تزال تذاكر لكل اختبار، ولكنها كانت تستخدم ورقة الغش أكثر وأكثر، لأنها اعتقدت أنه من المستحيل الحفاظ على كل المعلومات في رأسها. في ذلك الوقت، لم تقلق آن مطلقاً بشأن ملاحظة المدرسات لورقة الغش، لأنه لم يكن ليخطر على بالهن حتى أن طالبة نجيبة مثلها قد تغش.
كانت الحياة جيدة وسهلة خلال ذلك الوقت، حتى دعت السيدة غارسيا آن إلى مكتبها في أحد الأيام ... عندما دخلت آن، لم تشعر بالقلق على الإطلاق، لأنها اعتقدت أنه من المستحيل أن يكون لدى السيدة غارسيا أي شيء سيئ لتقوله لها – ليس من الممكن أبداً.. لذلك كانت مفاجأة كبيرة وغير سارة عندما لم تكن السيدة غارسيا لطيفة وودودة كالمعتاد، بل كانت صارمة وخائبة الأمل. طلبت من آن الجلوس و أخبرتها أنه ينبغي عليهما التحدث عن غشها.
أخبرتها السيدة غارسيا أنها لن تتسامح بعد الآن مع غش آن على الملأ أثناء اختباراتها – بإمكان المدرسات الأخريات فعل ما يشئن، ولكنها كانت ضد الغش، خاصة بسبب أن مادتها هي علم الأحياء، وهي مادة مهمة للأطباء المستقبليين. حاولت آن أن تشرح للسيدة غارسيا أنها احتاجت إلى القيام بذلك للحفاظ على درجاتها ممتازة ولكنها ببساطة قالت "لا".
لذلك، أثناء اختبار علم الأحياء التالي، استخدمت آن ورقة الغش المعتادة، مجرد أنها حاولت أن تكون أكثر حرصاً معها حتى لا تلاحظها معلمتها. لكنها لاحظت، وذهبت إليها أمام الفصل بأكمله، وأخذت اختبارها وقالت انها ستحصل على "رسوب" بسبب الغش، وأنه بإمكانه إصلاح الأمر بعد الحصة. كانت آن غاضبة للغاية! فقد كان أول علامة "F" تحصل عليه في جميع سنوات دراستها، لذلك بعد أن انتهى اليوم الدراسي، ذهبت إلى السيدة غارسيا وأخبرتها أنه من الظلم أن يُتوقع منها أن تدرس عشر مرات أكثر من الطالبات الأخريات وتحصل على "A". ولكن فاجأت إجابة السيدة غارسيا آن. فقد قالت: "لا تريد الطالبات الأخريات أن يصبحن طبيبات. أفضل أن تكون الطبيبة التي تجري عمليتي قد حصلت على "جيد" بدلاً من "امتياز" بالغش. لا يمكنك الغش على طاولة العمليات يا آن".
أنار ذلك بصيرة آن. ومنذ ذلك الوقت، توقفت نهائياً عن الغش. حسناً، لا تزال تغش بعض الأحيان عندما تشعر بالتعب الشديد، ولكنها لا تغش أبداً في مواد مهمة لوظيفتها المستقبلية مثل علم الأحياء.