هل تعلم ان النبي ﷺ سحر وماذا حدث له عندما تمكن منه السحر وماذا فعل بمن سحرة
ماذا فعل أحبار اليهود مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فأنزل الله سيدنا جبريل اليه
عُرف بعض اليهود بالمدينة بشدة عداوتهم لرسول الله ﷺ مع أن علماءهم كانوا يعرفون أنه سيبعث نبي وكانوا يعرفون صفاته من التوراة، فمن أعدائه الذين انتصبوا لعداوته حُيَيّ وأبو ياسر، وسلام بن مشكم، وكنانة بن الربيع وكعب بن الأشراف، وعبد الله بن صوريا وابن صلوبا، ومخيريق الذي أسلم بعد، ولبيد بن الأعصم الذي حرّضه اليهود وسحر النبي ﷺ ثم جاء جبريل وأخبره بذلك السحر وبمكانه وعفا عنه رسول الله، وقال: أما أنا فقد عافاني الله وكرهت أن أثير على الناس شرا (يعني بقتله).
ومنهم مالك بن الصلت، وقد كان من أحبار اليهود ورئيسا فإنه قال: ما أنزل الله على بشر من شيء، فانظر كيف أدى به عداؤه لرسول الله ﷺ إلى الكفر بنبينا وبموسى عليهما السلام وبما أنزل عليهما، فقالت اليهود له: ما هذا الذي بلغنا عنك؟ فقال: إنه أغضبني فقلت ذلك فنزعوه من الرياسة وجعلوا مكانه كعب بن الأشرف.
وممن كان من أحبار اليهود حريصا على رد الناس من الإسلام شأس بن قيس اليهودي، كان شديد الطعن على المسلمين، شديد الحسد لهم، مرّ يوما على الأنصار: الأوس والخزرج وهم مجتمعون يتحدثون فغاظه ما رأى من أُلفتهم بعدما كان بينهم من العداوة، فقال: قد اجتمع بنو قيلة والله ما لنا معهم إذا اجتمعوا من قرار، فأمر فتى شابا من اليهود فقال: اعمد إليهم فاجلس معهم ثم ذكر يوم بعاث: أي الحرب، التي كانت بينهم وما كان فيه وأنشدهم ما كانوا يتقاولون به من الأشعار، ففعل فتكلم القوم عند ذلك وذكر كل أقوال شاعرهم وتنازعوا وتواعدوا على المقاتلة فنادى هؤلاء: يا آل الأوس، ونادى هؤلاء: يا آل الخزرج، ثم خرجوا للحرب وقد أخذوا السلاح واصطفوا للقتال.
فلما بلغ الخبر رسول الله ﷺ خرج إليهم فمن كان معه من المهاجرين فقال: «يا معشر المسلمين الله الله اتقوا الله، أَبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله إلى الإسلام وقطع به عنكم أمر الجاهلية واستنقذكم به من الكفر وألف به بينكم ترجعون إلى ما كنتم عليه كفارا»؟ فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان وكيد من عدوكم فبكوا وعانق الرجال من الأوس الرجال من الخزرج ثم انصرفوا مع رسول الله ﷺ سامعين مطيعين، وأنزل الله في شأس بن قيس: {قُلْ يأَهْلَ الْكِتَبِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ ءامَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجا وَأَنْتُمْ} (آل عمران: 99)، وأنزل الله في الأنصار: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقا مّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَبَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَنِكُمْ كَفِرِينَ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ ءايَتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِىَ إِلَى صِرطٍ مّسْتَقِيمٍ يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُم أَعْدَآء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مّنْهَا كَذلِكَ يُبَيّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءايَتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (
فقد روى الإمام أحمد بسنده عن ابن عباس قال: أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم أنا نسألك عن خمسة أشياء، فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك، فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قالوا الله على ما نقول وكيل، قال: هاتوا، قالوا: أخبرنا عن علامة النبي، قال تنام عيناه ولا ينام قلبه، قالوا: أخبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر، قال: يلتقى الماءان فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت، قالوا: أخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه، قال: كان يشتكي عرق النسا فلم يجد شيئاً يلائمه إلا ألبان كذا وكذا، قال أبي قال: بعضهم يعني الإبل فحرم لحومها، قالوا: صدقت، قالوا: أخبرنا ما هذا الرعد، قال: ملك من ملائكة الله عز وجل موكل بالسحاب بيده أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمر الله، قالوا: فما هذا الصوت الذي يسمع، قال: صوته، قالوا: صدقت إنما بقيت واحدة وهي التي نبايعك أن أخبرتنا بها فإنه ليس من نبي إلا له ملك يأتيه بالخبر فأخبرنا من صاحبك، قال: جبريل عليه السلام، قالوا: جبريل ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان، فأنزل الله عز وجل: من كان عدواً لجبريل. إلى آخر الآية.
أراد أحبار اليهود أن يفتنوا رسول الله .. فجاء الرد من الله