ما هي خلايا
عام 1951 كانت تعيش عائلة من أصول أفريقية
بسعادة في حي صغير بمدينة بالتيمور الأميركية
أب يدعى ديفيد لاكس وزوجته هنريتا وأطفالهم الخمسة
وفي منتصف يونيو من العام ذاته
شعرت الأم "هنريتا" بنزيف شديد
ولاحظت وجود كتلة غريبة أسفلَ بطنِها
الزوجة تصرخ من الخوف
عندما شاهدت الدماء وهي تتألم
والزوج يجري بسرعة بملامح وجه خائفة
الزوج : لا تخافي يا عزيزتي
سنتوجه على الفور إلى مستشفى "جون هوبكنز" الشهير
ونجري الفحوصات اللازمة
قابل الزوجان الطبيب المناوب "هاورد جونز"
الذي لاحظ شيئاً غريباً..
لم يعلم حينها أنه الشيء الذي سيقتُل هنريتا ويبقى حياً إلى الأبد!
كتلة أسفلَ يمين عنق الرحم
واتضح بعد التحاليل أنه ورم سرطاني
للأسف لم تنجح أي من العلاجات
كان نمو الخلايا السرطانية في جسد هنريتا سريعاً
فارقت هنريتا الحياة في الـ4 من أكتوبر من العام ذاته
إلا أن نهايةَ ألمِها كتبت بدايةَ لغزٍ غامض ومنقذ للبشرية في آن واحد
أطباء ينظرون إلى الكتلة وهم متعجبون
يدخل عليهم الطبيب الرئيسي ويستغرب من تركيزهم على الكتلة
طبيب 1 : حسناً أيها الأطباء هل أجريتم تشريحاً كاملاً لجثة السيدة
طبيب 2 : نعم ووجدنا الكثيرَ من الكتل البيضاء الغريبة
طبيب 1: في أي مناطق من جسدها؟
طبيب 2 : توزعت في جسدها بالكامل بين الصدر والرئتين والكبد والكلى
ولكن الغريب يا سيدي أن الخلايا السرطانية مازالت تنمو بطريقة مجنونة!
طبيب 1: ماذا؟! مازالت تنمو؟!!!!!!
كانت مشفى جون هوبكنز جزءاً من جامعة هوبكنز
وكان فيها طبيب باحث يدعى "جورج جاي"
مختص بدراسة الأورام السرطانية
وصلته عينة من الكتلة التي كانت في جسد "هنريتا" قبل وفاتها
وكما تعلمون الورم السرطاني هو تكاثر عشوائي لخلايا جسد المريض
وتحتوي خلايانا البشرية على ما يشبه آليةَ تحكم
تتيح للخلية ان تنقسم بعدد مرات معين
ثم تقوم بتدمير نفسِها ذاتياً تاركةً مكاناً للخلايا الجديدة
وتعرف هذه العملية علمياً بــ "الموت الخلوي المبرمج"
وهذا تماماً ما توقعه الطبيب "جورج" لخلايا "هنريتا"
أنها مجردُ أيام وستموت الخلايا خارج جسد المريض
ولكن على عكس كلِ التوقعات
أخذت بالتكاثر والتراكم فوق بعضها البعض على أطباق المختبر
ليعلن عن أول خط خلايا بشرية تعيش خارج الجسد والمختبر
وبمعنى آخر خلايا بشرية خالدة لا تموت
المشهد 3
الطبيب جالس على الكرسي ويتأمل هذه الخلايا
مشهد للخلايا ولونها بنفسجي وهي تتكاثر وتنقسم
الطبيب جورج جاي:
سأطلق على هذه الخلايا الفريدة من نوعها اسم HELA
نسبة لاسم السيدة "هنريتا لاكس"
والآن علينا أن نبعثَ بها إلى كل العالم لدراستها والاستفادة منها
وزعت خلايا Hela على الباحثين من مختلف أنحاء العالم
اقتحمت معظم مجالات البحث العلمي
ندين لها في وضع حد لأوبئة وأمراض كثيرة كانت لتودي بحياة الملايين
كشلل الأطفال والحصبة والإيدز والإيبولا وغيرها
وضعنا بعضاً منها بالقرب من مواقع اختبار ذرّية لاختبار
آثار الأشعة المنبعثة على الخلايا البشرية
أرسلناها إلى الفضاء لاختبار ما يمكن أن يحدث
للخلايا البشرية في حالة انعدام الجاذبية
ساعدتنا خلايا Hela على اكتشاف الخرائط الوراثية
ومازالت خلايا Hela التي يصفها البعض بأنها هدية من الله..
تتكاثر حتى هذه اللحظة
وما زالت الدراسات قائمة لمعرفة السر
الذي يمنحها القدرة على الخلود!
للمزيد من الفيديوهات تابعونا على موقعنا الرسمي: https://www.mohtawa.ae
تابعونا على:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Official Website| https://www.mohtawa.ae
Facebook| https://www.facebook.com/mohtawaae
Twitter| https://twitter.com/mohtawaae
Instagram| https://www.instagram.com/mohtawaae
محتوى منصة تهتم بالشباب العربي المعرفي من مواضيع تشمل "علوم - ثقافة - اجتماع - فضاء - تاريخ - طب - صحة - لايف ستايل - فن - رياضة - أخبار - سياسة - برامج