ما هو غاز الضحك؟ وكيف تم اكتشاف مفعوله وأصبح يستخدم كمنوّم ومسكن للآلام؟
قصة اليوم عن اكتشاف ما بيشبه غيره
اكتشاف غير مفهوم العمليات الجراحية عند كل مريض
وحول الخوف من العملية لضحك ومزح وسعادة
"غاز أكسيد النيتروز "
تم اكتشافه وصاروا يستخدموه بالمسارح ودور التسلية كغاز للضحك
وبين يوم وليلة تحول لمسكن آلام
شو القصة وراء استخدام هالغاز كمادة مخدرة؟!
ركزوا معي وتعالوا نعرف حقيقته مع بعض
بهالحلقة من فلاش باك بالعربي معي أنا رافي جروج
بداية الحكاية
عام 1772
اكتشف العالم الإنجليزي "جوزيف بريستلي"
غازاً جديداً غير سام
ولكن له آثاراً غريبة عند استنشاقه
إذ يدفع الأشخاص الذين يستنشقونه
إلى الإتيان بتصرفات غير معتادة
فمنهم من يصبح محباً للغناء والرقص
ومنهم من يصبح مندفعاً نحو العنف والشجارات
سجل بريستلي ملاحظاته في مذكرات علمية
ووضعها على رفوف الزمن
لتبقى ساكنة لأكثر من 25 عاماً
وهكذا حتى عام 1798
أسس معهد اسمه The Pneumatic أو المعهد الغازي
في منطقة بريستول بإنجلترا
كان الهدف من تأسيس المعهد
أن تتم دراسة إمكانية علاج بعض الأمراض
باستنشاق الغازات..
في تلك الفترة لمع صيت كيميائي عشريني إنجليزي
يدعى "همفري ديفي"
وعرف عنه مدى اهتمامه بكيميائية الغازات وتركيبها
عين مسؤولاً عن ذلك المعهد
وبدأ بدراسة الغازات المركبة فيه
محاولاً استكشاف ما إذا كانت تملك فوائد علاجية فعلاً
استمر بالتجارب حتى وصل لتركيب أحماض وأكاسيد النتروجين
وجد ملاحظات مخبرية تصف غاز أكسيد النيتروز
بأنه غاز يثير الضحك عند مستنشقيه
فقرر اختبار فعالية الغاز على نفسه
ليبدأ باستنشاقه..
بعد 7 دقائق من الاستنشاق المستمر
دخل "ديفي" في حالة ثمالة تامة
وبعد اليقظة وجد أن عليه
إقناع أعضاء الرابطة العلمية في المعهد
أن لاستنشاق "أكسيد النتروز" فائدة كمنوم
وعليهم تشريعه للاستخدام في العمليات الجراحية
لم يكن هناك أذن صاغية لتجربة "ديفي"
وطالب المعهد بالمزيد من التحقق والتدقيق
ليُنسى الأمر من دون متابعة من أحد
بسبب انشغال الجميع باكتشافات غازية
اعتبرت أهم من "أكسيد النيتروز"
ليتحول لغاز لا يستخدم إلا لغرض التسلية والضحك
وهكذا استمرت الأمور على حالها
حتى عام 1844
كان هناك عرض مسرحي كوميدي
في مدينة هارتفورد الأميركية
ذهب إلى هذا العرض شاب يدعى "صامويل كولي"
برفقة صديقه طبيب الأسنان "هوراس ويلز"
وصلا إلى المسرح وقت انطلاق العرض
فطلب مقدم العرض متطوعين لاستنشاق غاز الضحك الشهير
تطوع "صامويل" لاستنشاق الغاز
وبالفعل تنشقه ودخل في حالة عنف وتشاجر مع رجل آخر
تلقى صفعة أثناء الشجار أسقطته أرضاً
ليرتطم بالأرض ويقف وكأن شيئاً لم يكن
ثم توجه نحو مقعده وجلس ساكناً بجوار صديقه
استغرب صديق "صامويل" من ردة فعله
ثم لاحظ بركة دماء تحت مقعده وعلم أنه ينزف
سأله "ألا تشعر بشيء؟!"
أجابه لا أبداً
وهنا لمعت الفكرة في ذهن صديقنا طبيب الأسنان
وقال لنفسه
" إذا كان لهذا الغاز إمكانية جعل المرء غير واعٍ
لدرجة أنه لا يشعر بجرح غائر
فلابد أنه يمكن استخدامه في خلع الأسنان من دون ألم"
قرر ويلز هنا تجربة الغاز بنفسه
فاستدعى طبيب أسنان آخر إلى عيادته
وطلب منه خلع ضرس له
بعد استنشاقه للغاز بدقائق
غاب عن الوعي وتم خلع ضرسه
وبعد ساعات قليلة استعاد وعيه
ليعلم أن تجربته تمت بنجاح
وأن غاز الضحك ينفع لاستخدامه كمخدر
لأنه يثبط مستقبلات الألم في الجسم
اقترح "ويلز" بعد ذلك أن يقدم عرضاً كبيراً لاقتراحه
على مدرج مستشفى "ماساتشوستس" الشهير في بوسطن
وبالفعل ذهب ليقدم عرضه ووجد متطوعاً يستنشق غاز الضحك
وبعد الاستنشاق أعطى "ويلز" أمراً مستعجلاً
بخلع أحد أضراس المتطوع
ليبدأ بالصراخ والتقلب يميناً ويساراً
معلناً عن فشل التجربة..
غادر طبيب الأسنان "ويلز" مدرج المشفى
ويقال أنه توقف عن مزاولة مهنة طب الأسنان بعد هذه الحادثة
إلا أن استخدام غاز الضحك كمسكن للألم قبل العمليات الجراحية
اشتهر بين الأطباء وبقي مستمراً لنحو عامين
حتى اكتشفت بعدها مواد بديلة
كإثير ثنائي الإيثيل والفلوروزين والهالوثان ووغيرها..
والتي اشترك باكتشافها وطورها
العديد من الكيميائيين حول العالم
بهدف مساعدة المرضى على الخضوع
للإجراءات الطبية والعمليات الجراحية
من دون ألم أو معاناة تذكر
للمزيد من الفيديوهات تابعونا على موقعنا الرسمي: https://www.mohtawa.ae
تابعونا على:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Official Website| https://www.mohtawa.ae
Facebook| https://www.facebook.com/mohtawaae
Twitter| https://twitter.com/mohtawaae
Instagram| https://www.instagram.com/mohtawaae
محتوى منصة تهتم بالشباب العربي المعرفي من مواضيع تشمل "علوم - ثقافة - اجتماع - فضاء - تاريخ - طب - صحة - لايف ستايل - فن - رياضة - أخبار - سياسة - برامج