لماذا يكذب الكاذبون؟
تعلمنا منذ الصغر أن الكذب عادة سيئة
وأن الكاذب هو مخطئ ويستحق العقاب
ومع ذلك نسمع الأكاذيب في كل مكان
من الأشخاص حولنا أو على الإنترنت أو التلفاز
وأحياناً حتى من أنفسنا!
سواءً كانت كذبة بيضاء أم سوداء
أو أي لون آخر
جميعنا نكذب أحياناً
حتى لو من دون قصد
بالرغم من معرفتنا أنها عادةٌ سيئة
لكنها وللأسف أصبحت جزءاً من طبيعة البشر
خاصة أن بعض الناس يكذبون أغلب الوقت
وهنا يأتي السؤال..
لماذا يكذب الكاذبون؟
هذا ما سنناقشه اليوم
في حلقة جديدة من سؤال منطقي
قصص الخيال مثل بينوكيو
وقصة الصبي والذئب
علمتنا أن الكذب دائماً ما يؤدي إلى المشاكل
ولكن بعد أن كبرنا وجدنا أن بعض مواقف الحياة
تتطلب الكذب أحياناً!
فبحسب دراسة أجرتها جامعة ماكجيل الكندية
يبدأ الأطفال بالكذب في سن الثانية فقط
لدرجة أن بعض الخبراء يعتبرون الكذب
مجرد مرحلة من مراحل النمو مثل الزحف والمشي
ذلك لأن الكذب يتطلب تخطيطاً وذكاءً
للتلاعب بشخص ما بشكل فعال وتحقيق المنفعة
مثلاً أن يكذب الطفل ويقول أنه أنهى واجباته
كي يحصل على مكافأة أو خوفاً من العقاب
ولكن بالنسبة لمعظم الناس يقل الكذب مع العمر
لأن الإنسان يطور حساً أخلاقياً ووعياً بالعواقب
ولكن للأسف بالنسبة لبعض الناس
يزداد الكذب أكثر مع مرور الوقت
وفي بعض الحالات يصبح الكذب بشكل معتاد أو قهري
يكون نتيجة اضطراب يدعى الكذب المرضي
كان أول من وصف هذا المرض هو الطبيب الألماني
أنتون دلبروك عام 1891
وهو الشخص الذي يكذب بشكل قهري
ومن دون أي فائدة واضحة لنفسه
تصبح كل أحاديثه معك هي كذبات
منها حتى ما لا يمكن تصديقه
ولكنه هو يصدقها أحياناً
أي أنه قد يكون الفرد المصاب به مدركاً بأنه يكذب
أو يعتقد أنه يقول الصدق في الكثير من الأحيان
الأكاذيب المرضية قد تبدأ صغيرة
ثم تصبح تدريجياً أكثر تفصيلاً ودرامية
خاصة إذا كانت تكملة لكذبة سابقة
غالباً ما تصبح الكذبة معقدة
بسبب إضافة الراوي للعديد من التفاصيل غير الضرورية
ليجعل القصة أكثر تصديقاً
وإذا حاولت مواجهة الشخص المصاب
سيغضب وينكر الموضوع تماماً
الكذب المرضي ليس تشخيصاً رسمياً
بل يتم التعامل معه كمؤشر لمرض نفسي آخر
مثل اضطراب الشخصية أو الاضطراب المُفتعَل
أو أحياناً الخرف
وللأسف لا يوجد علاج لهذا المرض
سوى الاستشارة النفسية
يصعب على الأطباء تشخيص الكذب المرضي
لأنه لا توجد اختبارات نفسية أو بيولوجية محددة
لهذا النوع من المرض
ولكن في عام 2016
أظهرت تجربة أجرتها كلية لندن الجامعية
حيث استخدم التصوير بالرنين المغناطيسي
على مجموعة من المتطوعين
لاحظ العلماء نشاطاً في الدماغ
عندما يكذب شخص ما
وخاصة في "اللوزة المخية"
وهو المكان الذي ينتج فيه الخوف والقلق
والاستجابات العاطفية مثل الشعور بالذنب
الذي يراودك عندما تكذب
بعد ذلك طُلب من المتطوعين المشاركة في لعبة
وهي الكذب مقابل جائزة مالية
لاحظوا فوراً انخفاضاً في النشاط في الدماغ
ما يعني أنه عندما لا يواجه الناس أي عواقب للكذب
فإن أكاذيبهم تصبح أكبر وأكثر
واستنتجت الدراسة أيضاً أنه كلما كذبت أكثر
كلما أصبح الأمر أسهل
وتزداد احتمالية قيامك به مرة أخرى
للمزيد من الفيديوهات تابعونا على موقعنا الرسمي: https://www.mohtawa.ae
تابعونا على:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Official Website| https://www.mohtawa.ae
Facebook| https://www.facebook.com/mohtawaae
Twitter| https://twitter.com/mohtawaae
Instagram| https://www.instagram.com/mohtawaae
محتوى منصة تهتم بالشباب العربي المعرفي من مواضيع تشمل "علوم - ثقافة - اجتماع - فضاء - تاريخ - طب - صحة - لايف ستايل - فن - رياضة - أخبار - سياسة - برامج