كيف اخترعت أول سماعة طبية في التاريخ؟
في شتاء عام 1781
ولد طفل لعائلة فرنسية غنية أسموه "رينيه"
واهتموا في تلقيه العلم منذ الصغر
تعلم في المنزل ثم التحق بمدرسة
ذي مستوىً تعليميٍ عال
وبعد الثانوية أرسله والداه
إلى مدينة نانت غرب فرنسا
لدراسة الطب البشري
كيف لا وفي تلك الأثناء كان صيت الطب ذائعاً
مرتبطاً بمكانة اجتماعية مرموقة
درس "رينيه" ولمع اسمه بين أصدقائه
بأنه الطالب الأكثر خجلاً
تخرج من الجامعة وبدأ العمل
في مستشفيات فرنسا حتى عام 1816
عاد إلى مسقط رأسه في باريس
وفي يوم من أيام سبتمبر من ذلك العام
وأثناء تجوله قرب قصر اللوفر الشهير
رأى طفلين مستمتعين بلعبة غريبة
اقتصرت على عارضة خشبية ودبوس
ثقب الطفل الأول إحدى جهتي العارضة الخشبية
مستخدما الدبوس ثم أقدم الطفل الثاني
على وضع أذنه على الجهة الأخرى
وأخذ يحسب عدد ضربات الدبوس على الخشب
فتذكر الطبيب حقيقة معروفة بعلم الصوتيات
وابتسم قائلاً
" لعبة ذكية لطفلين في عمرهما
فالشكل الأسطواني يضخم الصوت
والخشب ينقله"
مضى بطريقه وانتهت القصة هنا
حتى أواخر العام نفسه..
استدعي الطبيب "رينيه"
لمستشفى "نيكر" الباريسية
وصل ودخل المستشفى وسأل بلهفة وسرعة
"ماذا هناك؟ أين المريض؟ كيف حاله"
كان طبيباً محباً لتقديم المساعدة بشكل كبير
دخل إلى غرفة الكشف
فوجد امرأة شابة تشكو من ألم وتشير إلى قلبها..
كانت الطريقة التقليدية المتبعة
للتشخيص السريري في تلك الأيام
تقتضي وضع أذن الطبيب على الصدر العاري للمريض
لرصد دقات القلب وحركة التنفس
اعتلى وجه "رينيه" الخجل وارتبك
فلا يريد أن يطلب منها ما قد يسبب لها إحراجاً
فأخذ قطعة من القماش
وطلب منها أن تضعها على مكان الألم
ثم وضع أذنه على قطعة القماش
ولكن للأسف
لم يحصل على أي نتائج سمعية واضحة
استاء من الإحراج الذي سببته عملية التشخيص
واعتذر عما يمكن أن يفهم
اعتداء على خصوصية المريضة
وهنا خطرت له الفكرة الثورية
التي ستغير التشخيص السريري إلى الأبد
تذكر لعبة الطفلين الخشبية
التي اعتمدت على تضخيم الصوت لسماعه
فما كان منه إلا أن أقدم على
لف قصاصة ورق على شكل أسطوانة
وضع إحدى جهتيها على صدر المريضة
ووضع أذنه على الجهة الثانية
ليتمكن من سماع دقات القلب
بشكل واضح ووثيق
تم تشخيص المرأة بنجاح
غادرت ووالدتها غرفة التشخيص مطمئنة
إلا أن فكرة "رينيه" ونجاحه الباهر
لم تبرح مكانها في عقله ليبدأ العمل على تطويرها
قضى 3 سنوات بعد ذلك اليوم في تجربة المواد
لصناعة أنبوب قادر على تضخيم ونقل الأصوات
وهكذا حتى نشر عام 1819
مقالة بحثية مؤلفة من 900 صفحة
يشرح فيها "فن سماعة الطبيب"
أو كما أسماها "رينيه"
بـــ stethoscope
إذ اقتبس اسمها من الإغريقية
الجزء الأول منها stethos يعني الصدر
والجزء الثاني مشتق
من كلمة skopein وتعني الاستكشاف
هذه كانت قصة اختراع "السماعة الطبية"
للطبيب الخجول "رينيه ثيوفييل هايسانت لاينيك"
توفي عام 1826 عن عمر ناهز 45 عاماً
ليبقى ذكره مرتبطاً إلى اليوم
بأداة تعد الرمز الأول لأطباء العالم..
للمزيد من الفيديوهات تابعونا على موقعنا الرسمي: https://www.mohtawa.ae
تابعونا على:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Official Website| https://www.mohtawa.ae
Facebook| https://www.facebook.com/mohtawaae
Twitter| https://twitter.com/mohtawaae
Instagram| https://www.instagram.com/mohtawaae
محتوى منصة تهتم بالشباب العربي المعرفي من مواضيع تشمل "علوم - ثقافة - اجتماع - فضاء - تاريخ - طب - صحة - لايف ستايل - فن - رياضة - أخبار - سياسة - برامج