قصة الخصومة بين أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-والتي وقعت في عصر النبي ﷺ !!!
القصة من كتاب : سلسلة القصص - للشيخ المنجد :
الخصومة والخلاف طبيعة عند كل البشر، وقد وقع الخلاف في خير القرون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبين أصحابه رضي الله عنهم، غير أن خلافهم لم يفسد للود قضية، وهنا بيان لذلك.
قصتنا يرويها أبو الدرداء -رضي الله تعالى عنه- وهو شاهد فيها يقول: كانت بين أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- محاورة، فأغضب أبو بكر عمر؛ فانصرف عنه عمر مغضبا، فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل حتى أغلق بابه في وجهه، فأقبل أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبو الدرداء: ونحن عنده
وفي رواية: أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما صاحبكم فقد غامرأي دخل في غمرة الخصومة فسلم أبوبكر على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله إنه كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه _ أي فأغضبته، ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي، فأبى علي فأقبلت إليك
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثة يعني كررها ثلاثًا. ثم إن عمر ندم على ما كان منه فأتى منزل أبي بكر، فسأل: أثم أبو بكر؟ يعني أهنا أبوبكر، فقالوا: لا. فأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:
يا رسول الله! والله أنا كنت أظلم أنا كنت أظلم قالها مرتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركون لي صاحبي! فهل أنتم تاركون لي صاحبي! فما أوذي بعدها.
وفي هذا المقام لا يفوتنا أن نخرج من هذه الحادثة بفوائد عدة:
الفائدة الأولى: فضل الصديق رضي الله عنه وهو السابق إلى الإسلام وأكثر الصحابة نفعا للدعوة على الإطلاق، واسى النبي صلى الله عليه وسلم بأهله وماله ونفسه، ولما جعل الكافر يخنق النبي صلى الله عليه وسلم، جعل أبو بكر يذب عنه، ويقول: ﴿ أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ﴾ .
الفائدة الثانية: أن الفاضل لا ينبغي له أن يغاضب من هو أفضل منه، وينبغي أن يحفظ له حقه، وأن الشخص الفاضل ينبغي أن يكون له في المجتمع مكانته، فلا يمنع طلبه، وإنما يعطى حقه ويلبى طلبه لفضله ومكانته.
الفائدة الثالثة: جواز مدح المرء في وجهه إذا أمنت الفتنة، فإن الأصل عدم جواز مدح المرء في وجهه، ولكن إذا أمنت الفتنة جاز ذلك كما مدح النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر في محضر من الصحابة، لما علم رسول الله أن أبا بكر من الأتقياء.
الفائدة الرابعة: أن الغضب يحمل الإنسان على ارتكاب خلاف الأولى وترك الأفضل، فالغضب جمرة تتقد في جوف ابن آدم.
الفائدة الخامسة: أن الفاضل في الدين يسرع بالرجوع، فإن الناس يخطئون والصحابة بشر يخطئون، ولكن هناك فرق بيننا وبين الصحابة في أخطائهم؟ أولا أنهم قليل الخطأ وإذا أخطئوا فسرعان ما يرجعون إلى الصواب وإلى الحق رضي الله عنهم وأرضاهم. المشكلة حصلت بين أبي بكر وعمر لكن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما رجعا بسرعة
فندم أبو بكر ليس بعد هذه الخصومة بساعات طويلة أو أيام أو شهور وإنما ندم مباشرة، فرجع إلى بيت عمر، ولما أخطأ عمر ولم يقبل اعتذار أبي بكر، ندم عمر بسرعة وذهب إلى بيت الصديق، هذه السرعة العجيبة في الرجوع إلى الحق هي التي ميزت أولئك القوم؛ حتى صاروا أفضل هذه الأمة، واختارهم الله لصحبة نبيه ونصرة دينه.
الفائدة السادسة: أهمية الاستغفار والتحلل من المظلوم؛ فإن الإنسان إذا ظلم أخاه وتعدى عليه وأساء إليه أو أخطأ في حقه؛ فإن المندوب له أن يأتيه ويطلب منه أن يستغفر له، وأن يتحلل من هذا المظلوم ويقول له: سامحني أو حللني أو استغفر لي وتجاوز عني ونحو ذلك
ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كانت له عند أخيه مظلمة -يعني من ظلم أخاه- فليتحلل منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم ولكن بالحسنات والسيئات).
.
.
.
.
.
عناوين ترويجية :
قصة الخصومة بين أبي بكر وعمر !! شاهد النتيجة
.
قصة الخصومة بين أبي بكر وعمر !! نهاية روعة
.
قصة الخلاف والخصومة بين أبي بكر وعمر !! روعة
.
قصة الخصومة بين أبي بكر وعمر والتي وقعت في عصر النبي ﷺ !!!