الفيديو التالي


شعر عن الشجاعة

0 المشاهدات
موسوعة وزي وزي
1
نشرت في 05/31/22 / في الناس والمدونات

قالت العرب: إنّ الشجاعةَ وقايةٌ والجُبنُ مَقتلة، وكفى بالوقايةِ مطلوبًا ومقصودًا، وبالجُبنِ مصروفًا عنه ومرغوبًا، وممّا جاءَ عن العربِ مِن شعر المفخَرة.



قال الباخَرْزِيّ:

لي في الشجاعة سهمٌ ما ضربتُ بهِ إلاّ رمى السيفَ قِرْني وهوَ مُنهزمُ
والضربُ بالسيفِ لم تنطقْ بـه لغةٌ والرميُ بالسيفِ لم تسمع به الأممُ



قال المتنبي:

إذا غامرتَ في شرفٍ مَرومٍ فلا تقنعْ بما دونَ النجومِ
فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ
ستَبكي شَجوهَا فَرَسي ومُهري صَفائحُ دَمْعُها ماءُ الجُسُومِ
قُرِينَ النّارَ ثمّ نَشَأنَ فيهَا كمَا نَشأ العَذارَى في النّعيمِ
وفارَقْنَ الصّياقِلَ مُخْلَصاتٍ وأيْديهَا كَثيراتُ الكُلُومِ
يرَى الجُبَناءُ أنّ العَجزَ عَقْلٌ وتِلكَ خَديعَةُ الطّبعِ اللّئيمِ
وكلّ شَجاعَةٍ في المَرْءِ تُغني ولا مِثلَ الشّجاعَةِ في الحَكيمِ
وكمْ من عائِبٍ قوْلاً صَحيحاً وآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السّقيمِ
ولكِنْ تأخُذُ الآذانُ مِنْهُ على قَدَرِ القَرائحِ والعُلُومِ

وقال أيضًا:

الرّأيُ قَبلَ شَجاعةِ الشّجْعانِ هُوَ أوّلٌ وَهيَ المَحَلُّ الثّاني
فإذا همَا اجْتَمَعَا لنَفْسٍ حُرّةٍ بَلَغَتْ مِنَ العَلْياءِ كلّ مكانِ
وَلَرُبّما طَعَنَ الفَتى أقْرَانَهُ بالرّأيِ قَبْلَ تَطَاعُنِ الأقرانِ
لَوْلا العُقولُ لكانَ أدنَى ضَيغَمٍ أدنَى إلى شَرَفٍ مِنَ الإنْسَانِ
وَلما تَفَاضَلَتِ النّفُوسُ وَدَبّرَتْ أيدي الكُماةِ عَوَاليَ المُرّانِ
لَوْلا سَميُّ سُيُوفِهِ وَمَضَاؤهُ لمّا سُلِلْنَ لَكُنّ كالأجْفانِ
خاضَ الحِمَامَ بهنّ حتى ما دُرَى أمِنِ احتِقارٍ ذاكَ أمْ نِسْيَانِ
وَسَعَى فَقَصّرَ عن مَداهُ في العُلى أهْلُ الزّمانِ وَأهْلُ كلّ زَمَانِ
تَخِذُوا المَجالِسَ في البُيُوتِ وَعندَه أنّ السّرُوجَ مَجالِسُ الفِتيانِ
وَتَوَهّموا اللعِبَ الوَغى والطعنُ في الـ ـهَيجاءِ غَيرُ الطّعْنِ في الميدانِ

قال كعبُ بنُ زهير:

هَلاَّ سَأَلْتِ وأَنتِ غَيْرُ عَيِيَّةٍ وشِفاءُ ذِي العِيِّ السُّؤالُ عن العَمَى
عَنْ مَشْهدِي ببُعَاثَ إذْ دَلَفَتْ لَهُ غَسَّانُ بالْبِيضِ القَواطِعِ والْقَنَا
وعن اعْتِناقِي ثَابِتاً في مَشْهَدٍ مُتَنَافَسٍ فيه الشَّجاعَة ُ لِلْفَتَى
فَشَرَيَتُه بِأَجَمَّ أسْوَدَ حالِكٍ بِعُكاظَ مَوْقُوفاً بَمَجْمَعِها ضُحَا
مَا إنْ وَجَدْتُ له فِدَاءً غيرَه وكذاكَ كانَ فِدَاؤُهُمْ فيمَا مَضَى
إني امرؤ أقني الحياءَ وشيمتي كرمُ الطبيعةِ التجنبُ للخَنا
مِنْ مَعْشَرٍ فيهمْ قُرُومٌ سَادَة ٌ وليوثُ غابٍ حين تضطّرمُ الوغَى
ويصولُ بالأبدانِ كل مسَفَّرٍ مِثْلِ الشِّهابِ إذَا تَوَقَّد بالغَضَا


قال الشريفُ الرضي:

طِلابُ العِزّ مِنْ شِيَمِ الشُّجاعِ وسعي المرء تحرزه المساعي
وَدُونَ المَجدِ قَلبٌ مُستَطيلٌ وَبَاعٌ غَيرُ مَجبُوبِ الذّرَاعِ
أُخَوَّفُ بالزَّماعِ، وَلَستُ أدرِي بأين أجرُّ ناصية الزماع
وَلَستُ أضَلُّ في طُرُقِ المَعَالي ونار العز عالية الشعاع
ويعجبني البعاد كأنّ قلبي يُحَدِّثُ عَنْ عَدِيّ بنِ الرِّقاعِ
لَقِيتُ مِنَ المُقامِ على الأمَاني كمَا لَقيَ الطَّموحُ من الصِّقاعِ
ولو أني ملكت عنان طرفي أخَذتُ عَلى الوَسيقَةِ بالكُرَاعِ
وكنت إذا تلوّن لي خليل تَلَوّنَ بي لَهُ خِلْوُ النِّزَاعِ
بخيل بالسلام إذا التقينا ولكني جواد بالوداعِ


قال أحمد شوقي:

مشى مشيةَ الليثِ، لا في السلاح ولا في الدُّروع، ولا في الجُنَن
وكنتَ صوانَ الجمانِ الكريمِ فكيف أزيلَ؟ ولمْ لمْ يصن؟
ظفرتَ بجوهرةٍ فذَّةٍ من الشرف العبقريِّ اليُمُن
فتًى بذَلَ الروحَ دونَ الرِّفاق إليكَ، وأَعطى الترابَ البَدن
وهانتْ عليه ملاهي الشبابِ ولولا حقوقُ العلا لم تهن
وخاضَك يُنقِذُ أَترابَه وكان القضاءُ له قد كَمَن
غدرتَ فتى ً ليس في الغادرين وخنتَ امرأ وافياً لم يخن
وما في الشجاعة ِ حَتْفُ الشجاعِ ولا مدَّ عمر الجبان الجبن
ولكن إذا حانَ حينُ الفتى قَضَى، ويَعيش إذا لم يَحِن


قال السّموأل

إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ
وَما ضَرَّنا أَنّا قَليلٌ وَجارُنا عَزيزٌ وَجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ
لَنا جَبَلٌ يَحتَلُّهُ مَن نُجيرُهُ مَنيعٌ يَرُدُّ الطَرفَ وَهُوَ كَليلُ
رَسا أَصلُهُ تَحتَ الثَرى وَسَما بِهِ إِلى النَجمِ فَرعٌ لا يُنالُ طَويلُ
هُوَ الأَبلَقُ الفَردُ الَّذي شاعَ ذِكرُهُ يَعِزُّ عَلى مَن رامَهُ وَيَطولُ
وَإِنّا لَقَومٌ لا نَرى القَتلَ سُبَّةً إِذا ما رَأَتهُ عامِرٌ وَسَلولُ
يُقَرِّبُ حُبُّ المَوتِ آجالَنا لَنا وَتَكرَهُهُ آجالُهُم فَتَطولُ
وَما ماتَ مِنّا سَيِّدٌ حَتفَ أَنفِهِ وَلا طُلَّ مِنّا حَيثُ كانَ قَتيلُ
تَسيلُ عَلى حَدِّ الظُباتِ نُفوسُنا وَلَيسَت عَلى غَيرِ الظُباتِ تَسيلُ

أظهر المزيد
0 تعليقات sort ترتيب حسب

الفيديو التالي