خلق الله كل شيء بهذه الدنيا بقدر...لا يزيد ولا ينقص!. وهذا ما تشهد به

#ايكو_عربي - خلق الله كل شيء بهذه الدنيا بقدر...لا يزيد ولا ينقص!...وهذا ما تشهد به "#محمية_يولوستون" الأمريكية.
مهما وصل الانسان من العلم يبقى للطبيعة كلمتها الأولى والاخيرة
فيأذن لها الله بالاعتدال أو الغضب من البشر كما فعلت الذئاب في "محمية يولستون"
أنا محمد الرميحي أصحبكم عبر ايكو عربي برحلة مثيرة من ضعف الانسان
...
أخرجت #الحكومة_الأمريكية السكّان الأصليين من منطقة " #يولستون"
وهي منطقة برية شاسعة تمتد على مساحة 8 الاف كم مربع
تنتشر في المنطقة سلالات الحيوانات والنباتات الأصلية
وكان احد الكائنات المفترسة فيها " #الذئب_الرمادي "
وفي عام 1907 وتحت ضغط سياسي من تجار الماشية
أصدرت الحكومة الامريكية قانون "السيطرة على أضرار الحيوانات"
ويقضي القانون بتخويل السلطات الحق بقتل أي حيوان ترى ادارة المنطقة أنه يشكل خطرًا
والحقيقة أن المستهدف بهذا القانون كان "الذئب الرمادي" الذي كان ينافس تجار المواشي بافتراس الطرائد
وما هي الا سنوات قليلة حتى تم قتل جميع الذئاب الرمادية الموجودة بالمحمية
بل تم مطاردتها بطول الولايات المتحدة وعرضها
اعتقد القائمون على المحمية والتجّار انهم ارتاحوا بذلك
ولكن ما هي الا سنوات فقط حتى بدأ عدد الايائل بالارتفاع لأعداد مهولة
فصارت تأكل الغطاء العشبي بالمحمية الامر الذي جعل الطيور لا تجد ما تأكله فهجرت المحمية
كائنات مثل الغربان والسناجب اختفت لتبدء مشاكل أخرى بالظهور
وليبدء النظام البييء بهذه المحمية ذات المساحة الشاسعة بالاختلال
زادت أعداد الذئاب البرية التي تتردد على المحمية والتي كانت تخاف من الذئاب الرمادية
الامر الذي أدى الى نقص هائل بعدد الغزلان بسبب افتراس الذئاب البرية
مع مرور السنين بدء الوضع يتدهور بشكل واضح بالمحمية
وفي أواسط الستينيات بدء علماء البيئة بالتحذير من أنهم امام كارثة محدقة اذا لم يتم استعادة الذئاب الرمادية
وبعد حوالي 50 عامًا على القضاء عليها راح القائمون على المحمية يتوسلون عودة الذئاب الرمادية
واعتبروها من الانواع المهددة بالانقراض لحمايتها
كما قاموا باستيراد بعضها من كندا واطلاقه بالمحمية حتى يعيدوا لها التوازن
وظلت المحاولات حتى اواسط التسعينيات فالذئاب الجديدة لم تكن تتكاثر بالصورة التي تلبي احتياجات المحمية
ناهيك عن اصابتها بالامراض وظروف تغيير مكانها من بلد لبلد
منذ ذلك الوقت تعلّمت المحمية درسًا قاسيًا وهو عدم العبث بـ #النظام_البيئي القائم
في ختام حلقتنا نستذكر قول الله تعالى
كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ