أقوى اعتذار في التاريخ (قصة حدثت في عهد رسول الله ﷺ )

ﺃﻗﻮﻯ ﺍﻋﺘﺬﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ :

حين قال ﺃﺑﻮ ﺫﺭ لبلال رضي الله عنهما ﺣﺘﻰ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺗﺨﻄﺌﻨﻲ؟! ﻓﻘﺎﻡ ﺑﻼﻝ ﻣﺪﻫﻮشًا ﻏﻀﺒﺎﻥ ﺃﺳﻔﺎ وقال: ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻷشكونك إلى رﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ صلى الله عليه وسلم. ﺘﻐﻴﺮ ﻭﺟﻪ رﺳﻮﻝ الله صلى ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ثم قال : ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺫﺭ، ﺃﻋﻴﺮﺗﻪ ﺑﺄﻣﻪ؟! ﺇﻧﻚ ﺍﻣﺮﺅ فيك ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ!!

بكى ﺃﺑﻮ ﺫﺭ طريلا وقال: ﻳﺎﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻲ. ﺛﻢ ﺧﺮﺝ ﺑﺎكيًا ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ. أتى أبو ذَر بلالًا ﻭﻭﺿﻊ ﺧﺪه ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ أمامه وقال: ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺑﻼﻝ ﻻ أﺭﻓﻊ ﺧﺪﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﺄه ﺑﺮﺟﻠﻚ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﻤﻬﺎﻥ!!

أﺧﺬ ﺑﻼﻝ ﻳﺒﻜﻲ . ﻭاقترب ﻭﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺨﺪ ﻭﻗﺎﻝ: ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ أﻃﺄ ﻭﺟﻬﺎ ﺳﺠﺪ ﻟﻠﻪ ﺳﺠﺪة ﻭﺍﺣﺪة، ﺛﻢ ﻗﺎﻣﺎ ﻭﺗﻌﺎﻧﻘﺎ ﻭﺗﺒﺎﻛﻴﺎ!!

ﺇﻥ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻳﺴﻲﺀ ﻟﻠﺒﻌﺾ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﻓﻼ ﻳﻘﻮﻝ : ﻋﻔﻮﺍ ﺃﺧﻲ عفوًا أختي. ﺇﻥ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻳﺠﺮﺡ ﺑﻌﻀﺎ ﺟﺮﺣﺎ عظيمًا غائرًا ﻓﻲ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ أﻭﻣﺒﺎﺩﺋﻪ أﻭ ﺃﻏﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻓﻼ ﻳﻘﻮﻝ ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ ﻭﻳﺨﺠﻞ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ «آسف».

ﺍلاﻋﺘﺬﺍﺭ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺭﺍﻗﻴﺔ و خلق عظيم، ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃنه ﺇﻫﺎﻧﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ لكنها في الحقيقة بابٌ كبيرٌ لاستحقاقِ عفوِ الله؛ لأن من تعود العفو في الدنيا عفا عنه رب العباد في الآخرة.

حين سئل أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: صف لنا الدنيا. قال: ماذا أصف لكم من دار أوّلها بكاء، وأوسطها عناء، وآخرها فناء. في حلالها الحساب، وفي حرامها العذاب، من استغنى فيها افتتن، ومن افتقر فيها حزن.

جميل أن يعتذر كل واحد منا عن أي خطأ أو كلمة صدرت منه فجرحت مشاعرًا وأحزنت قلوبا وأدمعت عيونا، كلنا راحلون، والزاد قليل. ومن عفا في الدنيا كان أهلا لاستحقاق عفو الله في الآخرة.فاللهم إنك عفوٌ تُحب العفوَ فاعفُ عني.