والداي يحبان اختي الصغيرة أكثر مني

هذه جميلة، ولديها اعتراف..

قضت جميلة الكثير من الوقت في كره شخص قريب للغاية منها، والآن تشعر بالخجل الشديد من نفسها. وهذه قصتها.

لدى جميلة أخت أصغر تُدعى سلمى. كانت جميلة في سن الرابعة عندما وُلدت أختها، وتتذكر أنها كانت متحمسة للغاية لوجود أخت صغيرة يمكنها اللعب معها. حسنًا، كانت جميلة نفسها لا تزال طفلة، لكي نكون منصفين. لكن الأمور سارت بشكل خاطئ منذ البداية.

وُلدت سلمى ناقصة الوزن وتوجب إبقاؤها في المستشفى. عانت لأسابيع، وكان جميع أقارب العائلة والأصدقاء قلقين بشأنها. في تلك الأثناء، نسي الجميع جميلة. قبل ثلاثة أسابيع فقط، كانت محط اهتمام الجميع؛ كان الجميع يلعب معها ويقدم لها الهدايا، والآن الجميع يتحدث عن سلمى فقط – لدرجة أنهم لم يسألوا عن حال جميلة حتى! لذلك عثرت جميلة على طريقة مبتكرة لجذب انتباه الكبار لها: المرور بنوبات غضب. لكن سرعان ما أوضح لها والداها أن نوبات الغضب لا تجعل الجميع ينسون سلمى، وأنه ينبغي عليها أن تكون أقل أنانية.

بصراحة، شعرت جميلة بالإهانة الشديدة، ولكن لم يلاحظ أي أحد ذلك نهائياً. وعندما أحضر الوالدان سلمى إلى المنزل أخيراً، لم تشعر جميلة بأي شيء عندما نظرت إلى ذلك المخلوق القبيح المزعج. لم تستطع اللعب معها كما وعدها والداها. ولكن على الأقل عاد إليها والداها أخيراً! لكن لم يعد أي أحد مستعداً لقضاء اليوم بأكمله في اللعب معها - فقد كان لدى والداها أمورًا أخرى أكثر أهمية، مثل أخذ سلمى إلى الأطباء. كان ينبغي على جميلة تعلم الاهتمام بشؤونها الخاصة والعيش مع نصف الاهتمام فقط والذي كان من المفترض أن يكون كله لها.

فيما بعد، ذهبت سلمى إلى المدرسة. ولكن الأمور لم تتحسن. بقيت سلمى طفلة مريضة، وكان والداها يكرّسان كل الوقت والجهد والمال بشكل مستمر لعلاج مرض تلو الآخر. وفي تلك الأثناء، كانت جميلة مجرد طفلة عادية مع مدرستها، وهواياتها، وصديقاتها. منحها والداها بعض الاهتمام، ولكن ليس بالقدر الذي تحتاجه، وكانت تحل مشاكلها بنفسها في الغالب. أصبح موقفها تجاه والديها غاضباً للغاية، وبدأت في بُغض ذلك الوحش العاجز الذي يُدعى "أختها".

عندما أصبحت جميلة مراهقة، زادت الأمور سوءاً. كان الوضع دائماً "سلمى فعلت، وسلمى قالت"، في حين بدا أن والداها قد افترضا أن مهمتهما قد انتهت مع جميلة التي لم تعد طفلة. حاولت جميلة التمرد للحصول على المزيد من الاهتمام وطلب المساعدة، والتحدث معهما حتى. وعند ذلك أوضح لها والداها أنهما يحبانها كثيراً، ولكنهما يرانها كشخص مستقل لا يحتاج إلى الكثير من الدعم: "عزيزتي جميلة، أنت قوية، ويمكنك حرفياً التعامل مع أي شيء! ولكن سلمى ضعيفة ومريضة طوال الوقت، من سيهتم بها؟ أنتي لن تواجهي أي مشاكل مهما كان الوضع. نحن فخورون بك!" نعم، الفخر أمر رائع، ولكن ماذا عن القليل من الدعم؟

حدث الموقف الأسوأ عندما كان من المقرر لجميلة الانتقال إلى مدرسة جديدة في مدينة أخرى، وبالتالي اضطرت إلى الابتعاد عن والديها للفصل الدراسي. وقد كانت تطلب من والديها لفترة طويلة شراء غيتار لها. بدا كل شيء على ما يرام - ذهبت أختها إلى المدرسة، واعتقدت جميلة أنه سيكون لديها عائلة متوازنة أخيراً. لم تتواصل كثيراً مع سلمى - فلم يكن بينهما الكثير من القواسم المشتركة، ولم تتحمس للتحدث معها عندما كانت سلمى تحاول بحرج بدء محادثة معها. كانت جميلة متأكدة بأنها ستحصل على غيتارها. ثم فجأة أصيبت سلمى بالتهاب رئوي واضطرت للبقاء في المنزل لبضعة أشهر، وبعد ذلك أخبر الأطباء والديها أنه ينبغي عليهما أخذها إلى شاطئ البحر للنقاهة لمدة شهر على الأقل. خمن ما حصلت عليه جميلة بالمقابل؟ "أنا آسفة عزيزتي، ولكن قضاء شهر على الشاطئ أمر مكلف، هل يمكنك الانتظار قليلاً؟"

شعرت جميلة بالغضب!
مرة أخرى، حصلت تلك الأميرة الصغيرة على كل شيء، والآن اضطرت إلى مغادرة المنزل مثل كلب مشرد! لم تحاول حتى فهم موقف والديها في ذلك الوقت، بل غادرت وهي تشعر بالغضب العارم وخيبة الأمل. حتى أنها تخيلت مدى روعة الحياة بدون سلمى، ولم تشعر بأي تعاطف تجاهها. لم تتلاشى هذه المشاعر خلال الفصل الدراسي وعادت جميلة إلى المنزل لقضاء عطلة عيد الميلاد وهي تشعر بالمرارة والحزن. ثم فجأة، حان وقت تقديم الهدايا. وانصدمت جميلة عندما رأت سلمى تحضر غيتاراً لها.

لم تتمكن جميلة من استيعاب ما يجري. لقد كانت تعلم أن والديها لم يكن لديهما مال لشرائه. قالت سلمى أنه كان هدية منها شخصياً. واعترفت أنها شعرت بالسوء لكونها السبب في عدم تمكن والديّ جميلة من شراء غيتار لها، لذلك فقد أنفقت كل مدخراتها الشخصية على هذا الغيتار، بل قامت حتى ببعض الأعمال الغريبة خلال فصل الخريف لجمع المال. انهارت جميلة بالبكاء. والآن، تحاول جميلة تحسين علاقتها مع والديها وأختها. وتعلمت أن كره شخص بدون معرفته جيداً هو تصرف طفولي قد ينقلب ضدك.