كما تدين تدان! درس تعلمته!
هذا سكوت، ويريد أن يتحدث اليوم عن الجزاء أو ما يقال عنه الكارما. الكارما شيء غامض. لقد سمعنا جميعاً عنها، لكن نادراً ما نحصل على دليل على وجودها. لكن في أحد الأيام الفريدة من حياته، جربها سكوت، وهو يريد مشاركة قصته معكم.
تربى سكوت في عائلة ليست غنية. أمه غير متزوجة، ولديها ثلاثة أولاد، وتعمل ليلاً ونهاراً لتكسو أولادها وتطعمهم، وقد حاول أولادها بذل قصارى جهدهم لمساعدتها. لكن ماذا يمكنهم أن يفعلوا؟ التنظيف والطهي بينما كانت تكسب رزقها لم يكن عوناً كبيراً. لذا فقد شعر سكوت بالارتياح عندما كبر وأصبح في سن العمل. بدأ حرفياً في اليوم التالي البحث عن وظيفة بدوام جزئي يستطيع أن يجمعها مع دوام الجامعة. وأخيراً، سيتمكن على الأقل من إضافة القليل إلى ميزانية الأسرة.
بدأت مغامراته السحرية في عالم العمل، وبالطبع، في مطعم للوجبات السريعة (ليس أي مكان آخر!) لا يزال سكوت يتذكر اليوم الذي أصبح فيه موظفاً فخوراً في "دودو بيتزا". كان يبدو كشاب تائه، مرتدياً قبعة جديدة والجينز الموحد ذي الأرجل الطويلة جداً، لكنه كان فخوراً بنفسه. وتذكر كم كان أحمقاً عندما كان أصغر بسنين قليلة، كان يستهزئ بأولئك الشباب في مطاعم الوجبات السريعة ظاناً أنهم مثيرون للشفقة. والأكثر من ذلك، أنه كان بطلاً في المقالب الهاتفية - كان يتصل بالعديد من مطاعم الوجبات السريعة ويقود الموظفين إلى الجنون. لكنه الآن على الجانب الآخر، ويشعر بالخجل قليلاً من نفسه.
قال لنفسه: حسناً، سامحني الله على ما مضى، وأشكره لأنني كبرت الآن. بدأ ببطء في تعلم كيفية كسب راتبه الأسبوعي. في البداية أعطي مهمة مسح الأرضيات وتنظيف المراحيض. ثم بدأ تدريجياً في تقديم يد المساعدة في المطبخ. ثم في يوم من الأيام، وصل سكوت إلى المركز النهائي- الكاشير والرد على الهاتف لأخذ طلبات البيتزا. لو كانوا قد عينوه رئيساً تنفيذياً للشركة بأكملها، فلن يكون أكثر فخراً من هذا المنصب. يبدو الأمر سخيفاً، لكن هذا العمل يحمل مسؤولية معينة، وكان واثقاً من قدرته على الإنجاز. وعمل أول فاتورة له قبل يومين من يوم الكارما، وكان بحاجة بعض الوقت للتدريب.
لكنه لسوء الحظ، لم يحصل على التدريب الكافي. وفي ذلك اليوم، مرضت فتاة من فريق سكوت بالإنفلونزا، واضطرت إلى المغادرة، ولم تتمكن المديرة من العثور على بديل. وبحسب قانون مورفي للحظ السيئ، كان ذلك اليوم مزدحماً بالطلبات - بدا وكأن المدينة بأكملها قررت فجأة أنها تريد بيتزا أو اثنتين. كان عمال المطبخ جميعهم مشغولين جداً ولم يقبلوا بمبتدئ يعطلهم عن العمل، لذلك أرسل لأخذ الطلبات وتحصيل النقود. ومع كل هؤلاء الناس الواقفين في الطابور، كان خائفاً من ارتكاب خطأ. لذلك كان يعمل ببطء شديد. ولم يسعفه في ذلك الهاتف الذي لم يتوقف عن الرنين.
شاعراً باليأس الشديد، أجاب على مكالمة أخرى وسمع كلمات: "هل تعمل ثلاجتك على قدم وساق؟" كان سكوت مرتبكاً، وقال "نعم، لماذا؟". "حسناً، عليك أن تلحق بها"! صوت ضحك هستيري، ثم أغلق الخط في وجهه. يا إلهي، ألا يمكن أن يحدث هذا في يوم آخر؟ قال في نفسه: حسناً أيها القدر، لقد تعلمت الدرس. هل يمكنني العودة لإنجاز مهامي الآن؟ لقد أدرك أنه ليس من الجيد المزاح مع من يكونون في عملهم، لا سيما في الأيام المزدحمة. وهذا كان الموقف الأول لـ "كما تدين تدان". كان يتعرق طوال ساعة كاملة بعد المكالمة الأولى عندما تلقى مكالمة أخرى من نفس الطفل الذي قال له: "مرحباً، آسف لإزعاجك، أيمكنك أن تخبرني أين أجد أقرب مطعم بيتزا هات؟" ضحك ثانية وأقفل الخط. شعر سكوت بالجنون حقاً. وتذكر الرقم على الشاشة. ولاحظ أن الطفل اتصل مرتين في وقت لاحق، لكنه لم يجب عليه.
كان متعباً جداً بحلول نهاية اليوم، لكنه كان لا يزال يشعر بالغضب، لذلك قرر الاتصال بالرقم مرة أخرى. أجاب رجل. سأله: "عفواً، هل لديك ابن؟" أكد أن لديه ابناً بالفعل. وشرح له سكوت الوضع برمته، متوقعاً أن يضحك عليه أو ينهي المكالمة. سأل سكوت عن مكانه، وطلب منه عدم المغادرة لنصف ساعة، وأقفل الخط. كان لا يزال لدى سكوت مهام ليقوم بها، لكنه شعر بالقلق بعض الشيء - من يدري ماذا يريد أن يفعل الرجل به. فهو مجرد فتى بسيط يعمل كأمين صندوق. لكن، لا يسعه سوى الانتظار.
بعد نصف ساعة، حصل مشهد مليء بالإثارة أمام سكوت وفريقه. حضر رجل ضخم وغاضب ومعه مراهق يبدو أنه شقيّ كان يمسكه من أذنه وصاح بصوت مرتفع: "اعتذر"! بلع سكوت ريقه وسأل: "من؟ أنا؟". فرد الرجل الغاصب: "كلا ليس أنت، بل ابني الأحمق هذا. هيا اعتذر عن تشتيت الموظفين المحترمين عن عملهم!" تمتم الصبي بصوتٍ منخفض، وشعر سكوت بالأسف عليه. لكنه شعر بالرضى للموقف الثاني من "كما تدين تدان".
اكتشف سكوت أن الرجل رائع حقاً. فقد طلب 5 بيتزات وترك له بقشيش 35 دولار كاعتذار، مما جعل سكوت يطير من الفرحة عندما أخذها لأمه. في المرة القادمة التي تريد فيها التنغيص على حياة شخص ما، فكر ملياً، لأنه: "كما تدين، تدان"