الإمام الزمخشري يُسأل عن سبب قطع رجله فيجيبهم بهذا السبب !!! مؤثر
لمتابعتنا على الانستقرام : @tadqeq
.
.
كان الزَّمخشري مقطوع الرِّجل، فسُئل عن ذلك، فقال: بدعاء أمي! ذلك أني كنتُ في صباي أمسكتُ عصفورًا وربطته بخيط في رجله، فجذبته، فانقطعت رجله! فتألمتْ أمي لذلك وقالت: قطع الله رجلك كما قطعتَ رجله! فلما كبرت، وكنتُ في سفر إلى بُخارى لطلب العلم، سقطتُ عن الدابة، فانكسرت رجلي، ووجبَ قطعها!
لا شكَّ عندي أنَّ أم الزمخشري كحال أمهاتنا اليوم، عندما دعتْ عليه إنما كانت تدعو بلسانها لا بقلبها وأنها لو عاشت حتى رأت رجل ابنها تُقطع وخُيِّرت لاختارت أن تُقطع رجلها ويسلم ابنها! ولكن الدعاء سهمٌ صائب، وقد يوافق ساعة استجابة حينها ولات ساعة مندم!
لهذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة استجابة يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم " - صحيح مسلم -
ومما يُروى في هذا الباب : رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً يده مشلولة، فسأله عن سبب شللها، فقال الرجل : شُلَّت بدعوة أبي عليَّ في الجاهلية، فقال عمر: هذا دعاء الآباء في الجاهلية، فكيف في الإسلام! اتقوا الله في أولادكم، وخصوصًا الأمهات ، لأنهن أسرع للعن والدعاء على الأولاد بالسوء في حالة الغضب!
إذا كسرت البنت صحنًا، قالت الأم: كسر الله قلبك! ماذا لو وافقت ساعة استجابة ، أإناءٌ يعدل قلب ابنتك؟ إذا أغضب الإبن أمه، قالت له: أشقاك الله! ماذا لو وافقت ساعة استجابة ، أشقاء عُمر يعدل غضب ساعة؟! ولا داعي لسرد كل الدعوات ، فجميعنا نعرفها ، ونسمعها في بيوتنا، وتصلنا أحياناً في بث مباشر من بيوت الجيران.
علينا أن نعوِّد أنفسنا الدعاء للأولاد لا عليهم، وما أحلاها من كلمات لو قلناها: أصلحك الله، الله يهديك، ربي يشرح صدرك، وغيرها من الكلام الجميل الذي نعرفه ويفوتنا في ساعة الغضب أن نردده! أيها الأبناء: لا تُغضبوا آباءكم وأمهاتكم، أيها الآباء والأمهات: لا ترموا أولادكم بسهام الدعاء ، فدعاء الأبوين قلَّما يُخطئ هدفه!
أتهزأ بالدعاء وتزدريه * وما يدريك ما صنع الدعاءُ
سهام الليل لا تخطي ولكن * لها أمدٌ وللأمد انقضاء
يؤخرها إلى ماشاء ربي * ويرسلها اذا نفذ القضاءُ