الفيديو التالي


أحببت جدي كثيراً ولكنه توفي دون معرفة ذلك

3 المشاهدات
قصص واقعية
0
نشرت في 05/04/19 / في ترفيه

هذا أنطونيو، وقد سُمي على اسم جده. يود القول بأن هذا شرف كبير له ولكنّه يعتقد بأنه لا يستحقه. إنه لأمر محزن جداً ولكنّه لم يدرك ذلك إلّا الآن ولا يمكنه أن يخبره بذلك.
كانت عائلة أنطونيو المكونة من أربعة أفراد- والديّه وهو وأخته، تسكن منزلاً صغيراً. وكان هناك جده أيضاً، الذي كان أرملاً ويعيش بمفرده. كانوا يأتون لزيارته من حين لآخر وكان دائماً نشيطاً وإيجابياً جداً. لقد كان أنطونيو حفيده المفضل الذي يحمل اسمه حتى أنه كان يشبهه كثيراً. عندما كان أنطونيو طفلاً صغيراً كان هو وجده أعز أصدقاء فقد علّمه الكثير من الأشياء وكان يصطحبه للمشي لمسافات بعيدة “لاستكشاف العالم” كما قال، لقد كان جداً مثالياً.

بينما كان أنطونيو يكبر، أصبح لديه اهتماماته الخاصّة التي لم يكن بوسع جده مشاركته إيّاها- كالتزلج على الثلج والموسيقى والخروج مع الأصدقاء وأشياء من هذا القبيل. ولاحظ فجأة أن الحديث مع جده لم يعد ممتعاً كما كان. حسناً، إنه أمر طبيعي. فلم يعد يقضي جميع الأمسيات معه كما اعتاد في السابق وأصبح يزوره زيارة سريعة مرة كل أسبوع أو أسبوعين. حتى أنه لم يلاحظ أنه كان يطعن في السن- بالنسبة له لم يكن جده يتغير. ولكن في مرحلة ما لم يعد قادراً على المشي كثيراً وأصبح نظره ضعيفاً جداً. حينها أخبره والديّه أنه أصبح من الصعب على جده الاعتناء بنفسه لذا سيأتيان به للعيش مع العائلة.

لم يكن جده يشعر بالرضا حيال ذلك، فقد قال بأنه يفضل الذهاب إلى دار رعاية المسنين كي لا يزعج أي أحد إلّا أن والد أنطوني أصر على مجيئه لأنه كان موقن بأن العيش مع الأهل في المنزل أفضل دائماً. ربما كان مُحقاً. حصل الجد على غرفة مجاورة لغرفة أنطونيو وطلب منه والديه الاعتناء به نظراً لأنهما كانا صديقين مقربين. كمساعدته في نزول الدرج أو القراءة له، لم يكن هناك شيئاً معقداً فقد كان قادراً تماماً على الاهتمام بنفسه. ولكن أنطونيو في ذلك الوقت كان يدخل في مرحلة المراهقة لذا لم ترق له الفكرة كما كانت في الماضي.

كان الجد يقيم بصمت طوال الوقت تقريباً في غرفته، ولم يكن يزعج أي أحد. في بعض الأحيان كان يطلب من أنطونيو شيئاً أو كان يحاول التحدث إليه، ولكن أنطونيو كان في أوج مرحلة المراهقة وأحس بأنه أصبح مصدر إزعاج له. فكما ترون، كان يحاول دائماً القيام بشيء ما. يتذكر أنطونيو حينما أخذ الجد هاتفه المُعطل أثناء غيابه وحاول أن يصلحه وكان من الواضح أن محاولته باءت بالفشل. حتى أنه تسبب بالمزيد من العطل وأصبح يستحيل إصلاحه. اعتذر الجد لأنطونيو كثيراً وبرر ذلك بعدم قدرته على الرؤية جيداً.

ولكن أنطونيو رغم كل شيء كان يقوم بكل ما يطلبه سواء كان بمساعدته أو بقراءة شيء له، وكان يعتقد بأن تلك الأعمال هي الأكثر مشقة بالنسبة له. ذات يوم، عندما كان في الخامسة عشر من عمره كان هو وجده لوحدهما في المنزل، كان أنطونيو مُنزعجاً حينها من شيء ما. طلب منه جده شيئاً وقام بالرد عليه باختصار وبنبرة غضب. فقال: حسناً، لن أزعجك، سأذهب إلى غرفتي وأستمع للمذياع، ولكنّي موجود دائماً إن أردت التحدث إلي. ومشى نحو الممر. حينها سمع أنطونيو فجأة صوت جسم يرتطم بالأرض. جرى إلى هناك ليجد جده قد سقط على الأرض بلا حراك. قام بسحبه إلى غرفته وكان يهزه بغضب ويصرخ قائلاً “استيقظ أيها العجوز، توقف عن إخافتي! هل تعتقد بأني سأبقى طوال اليوم معك! استيقظ الآن!” ولكنه لم يستيقظ.

أتت بعد ذلك سيارة الإسعاف. أخذوا الجد بعيداً وبقي أنطونيو في غرفته غير مُدرك لما حدث. لم يكن لديه أدنى فكرة عن الأمر. لقد تحرر الآن من المهمة الرتيبة للاعتناء برجل مُسن، ولكن لم يكن متأكداً من أن ذلك قد منحنه الشعور بالحرية. شعر أنطونيو بأسف كبير لأنه لم يكن يجد الوقت للتحدث إلى جده عندما كان يطلب ذلك. شعر بالصدمة في ذلك اليوم وبعد ذلك أدرك الحقيقة المرة. الآن أنطونيو مستعد لفعل أي شيء ليحصل على فرصة لقراءة الصحيفة لجده بصوت عالٍي أو ليأخذ منه القليل من المال لشراء الحلوى أو لإعطاءه عشرات الهواتف ليحاول إصلاحها لي. أو للتمشية معه فقط لاستكشاف العالم وليخبره بكل ما يسأل عنه.

يشعر أنطونيو بشعور فظيع. ربما بالغ قليلاً ولكنّه كان في موقف صعب للغاية. إلى أن جاء ذلك اليوم الذي كان يتواجد به في غرفة جده، ليعثر حينها على مذكراته. لم يكن بها شيء سرّي للغاية لذا قام بتصفحها. لقد كان يكتب بأحرف كبيرة واصفاً ما كان يقوم به في منزل عائلتهم، عندئذ لمح أنطونيو اسمه فجأة. كان العثور على تلك المذكرات شيئاً جيداً. فلقد أعطتنه فكرة بأنه ربما لم يكن سيئاً كما كان يعتقد. احتفظ أنطونيو بالمذكرات ومنذ تلك اللحظة قرر أن يكون شاباً جيداً تماماً كما كان يرغب جده.

الموسيقى:
Epidemic Sound: https://www.epidemicsound.com

أظهر المزيد
0 تعليقات sort ترتيب حسب

الفيديو التالي