كيف أدارت عالمة الكيمياء السابقة وحاكمة ألمانيا الحالية أنجيلا ميركل أزمة كورونا

#ايكو_عربي - كيف أدارت عالمة الكيمياء السابقة وحاكمة ألمانيا الحالية أنجيلا ميركل أزمة كورونا
اشترك في قناة أيكو عربي ليصلك كل جديد https://tinyurl.com/yxuuvus4
عالمة الكيمياء السابقة وحاكمة ألمانيا الحالية
أنجيلا ميركل
بقرارات واثقة ومحسوبة بدقة أدارت المستشارة أزمة كورونا
وبإمكانات ألمانيا الكبرى ووعي الشعب وتفهّمه للإجراءات
تنفّس الألمان الصعداء محققين نصراً عالمياً مشهوداً حتى هذه اللحظة
انخفاض كبير بالإصابات ونزول بعدد الوفيات وسيطرة على المرض
فكيف فعلت ميركل ذلك؟
عوامل عديدة ساعدت المستشارة على تخطي هذه الأزمة الكبرى
منها ما هو شخصي متعلق بشخصية ميركل نفسها
فالمستشارة التي تحمل شهادة الدكتوراة في الكيمياء
والمتمرسة بالمختبرات والأرقام والأبحاث العلمية
أحاطت نفسها بكبار الخبراء والمتخصصين في كل المجالات
لتتخذ مجموعة من القرارات ضبطت بها إيقاع المعركة مع الجائحة
انقسمت خطة ميركل وفريقها لمواجهة الوباء إلى 3 مراحل
الأولى كانت مرحلة فهم المرض
فبعد وقوع إيطاليا في براثن المرض دون أدنى فكرة عن الفيروس وآلية عمله
وعدم وضوح المعلومات القادمة من الصين ووقوع دول أوروبية أخرى ضحايا
أعلنت ميركل إجراءات الحظر الصحي الجزئي على الأعمال والتعليم
فتم إيقاف الأنشطة التجارية غير الأساسية والمدارس والأنشطة الترفيهية
وفي الوقت نفسه لم تتوقف الحياة بل ظلت حركة التنقل متاحة
ولكن وفق ضوابط وشروط أهمها منع الاجتماع لأكثر من شخصين
ولأن المستشارة تعرف الخطورة الاجتماعية لجلوس الناس بمنازلهم دون عمل
قررت خطّة للإنقاذ المالي لجميع القطاعات المتضررة من الفيروس
في هذه الأثناء كانت مصانع المعدات الطبية الألمانية تعمل بكامل طاقتها
فأنتجت آلاف أجهزة التنفس التي تشهد شحاً عالمياً
رفضت ميركل وقتها تصدير هذه المعدات للخارج
وامتعضت إسرائيل بشدّة من منع ميركل لشحنة معدات طبية لتل أبيب
اعتبرت ميركل أن هذه المرحلة هي مرحلة التحضير للمعركة
فأعطت وقتاً للمستشفيات للاستعداد وغطت حاجة السوق الألماني من المعدات الطبية
لتبدأ المرحلة الثانية من المعركة التي تقودها المستشارة باقتدار واضح
في هذه المرحلة تم تخفيف إجراءات الحظر والسماح لأنشطة تجارية بالعمل مجدداً
وخاضت ميركل معارك سياسية جانبية عديدة مع حكّام الولايات
فبعض الحكّام خصوصاً في الولايات الصناعية الكبرى
أصرّوا على عودة النشاط الاقتصادي لكل ألمانيا
الأمر الذي كانت ترفضه المستشارة وتحاول قدر الإمكان عدم الاستجابة له
وبعد اجتماع طويل مع حكام الولايات قررت المستشارة
تخفيف إجراءات الحظر مع مراقبة حثيثة لعدد الإصابات اليومية
تم فرض الكمامات على المواطنين وضرورة التباعد الاجتماعي
لعب وعي الشعب الالماني دوراً كبيراً في إنجاح خطة الحكومة
فالألمان التزموا بشكل مطلق بتعليمات السلطات الصحية
ومُنع كل شخص من دخول أي مكان مغلق بدون كمامة
مع تأكيد ميركل أنها ستستخدم صلاحياتها في أي لحظة لإعادة الحظر الشامل
بعد هذه المرحلة من المواجهة شهدت الحالات انخفاضاً كبيراً
وصارت ألمانيا قاب قوسين أو أدنى من إعلان انتصارها الكلي على كورونا
لتبدأ الحكومة المرحلة الثالثة من المعركة
وهي فتح الاقتصاد وإعادة الحياة بشكل كلي باستثناء المدارس
وسيكون هذا الأسبوع أول أسبوع في عودة النشاطات بشكل كامل
ولكن بشروط أهمها إجراءات التباعد والكمامة
كما سيتم إغلاق أي مدينة لو وقعت فيها 50 إصابة لكل 100 ألف نسمة
أيضاً عاد الدوري الألماني والفعاليات الترفيهية
ومازالت ميركل تقود دفّة البلاد بثقة الباحثة المتمكنة وبخبرة السياسية المتمرسة
وسط ارتياح شعبي عام وثقة كبيرة منحها الألمان لميركل
لتبدأ البلاد خوض المعركة وجهاً لوجه مع كورونا.
شاركنا برأيك:
هل ستنجح ألمانيا في مواجهة كورونا كما نجحت في المراحل السابقة؟