الفيديو التالي


قصة الأسد الذي أنتقم للنبي صلي الله عليه وسلم

6 المشاهدات
معلومة M3loma
2
نشرت في 10/03/19 / في ترفيه

عتيبة بن أبي لهب مع أم كلثوم بنت رسول الله

وعند ابن حبان: "وزوَّج رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته رقية من عتبة بن أبي لهب، وأم كلثوم ابنته الأخرى من عتيبة بن أبي لهب، فلما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] أمرهما أبوهما أن يفارقاهما، ففارقاهما" [5].

والمعلومة التاريخية مؤكَّدة، ولها تبعات في السيرة النبوية معروفة، ولقد بلغ الألم برسول الله صلى الله عليه وسلم أن دعا على عتيبة بن أبي لهب؛ لأنه لم يُفارِق أم كلثوم رضي الله عنها في هدوء؛ إنما كان له موقف شرس من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما رواه البيهقي وغيره؛ قال البيهقي: "وَطَلَّقَ عُتَيْبَةُ أُمَّ كُلْثُومٍ، وَجَاءَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ فَارَقَ أُمَّ كُلْثُومٍ، فَقَالَ: كَفَرْتُ بِدِينِكَ، وَفَارَقْتُ ابْنَتَكَ، لاَ تُحِبُّنِي وَلاَ أُحِبُّكَ. ثُمَّ تَسَلَّطَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَشَقَّ قَمِيصَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَمَا إِنِّي أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُسَلِّطَ عَلَيْهِ كَلْبَهُ". فَخَرَجَ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ حَتَّى نَزَلُوا فِي مَكَانٍ مِنَ الشام يُقَالُ لَهُ الزَّرْقَاءُ لَيْلاً، فَأَطَافَ بِهِمُ الأَسَدُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَجَعَلَ عُتَيْبَةُ يَقُولُ: يَا وَيْلُ أُمِّي هُوَ وَاللهِ آكِلِي كَمَا دَعَا مُحَمَّدٌ عَلَيَّ، قَتَلَنِي ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ، وَهُوَ بِمَكَّةَ، وَأَنَا بِالشَّامِ، فَعَوَى عَلَيْهِ الأَسَدُ مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ، وَأَخَذَ بِرَأْسِهِ فَضَغَمَهُ ضَغْمَةً فَذَبَحَهُ.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: فَحَدَّثَنَا بِجَمِيعِ ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَافِظُ قَالَ: حَدَّثَنَا الثَّقَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلاَءِ الْعَبْدِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ. قَالَ زُهَيْرٌ: وَحَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ الأَسَدَ لَمَّا طَافَ بِهِمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ انْصَرَفَ عَنْهُمْ، فَنَامُوا وَجُعِلَ عُتَيْبَةُ فِي وَسْطِهِمْ، فَأَقْبَلَ الأَسَدُ يَتَخَطَّاهُمْ حَتَّى أَخَذَ بِرَأْسِ عُتَيْبَةَ، فَفَدَغَهُ (أي شَقَّه)" [6].

ومع أن سند الرواية السابقة فيه ضعف إلا أن قصة افتراس الأسد لعتيبة مشهورة، ووردت في كثير من مصادر السيرة [7]، ويبرز فيها ما أشرنا إليه من قبلُ من أن كفار قريش كانوا مُتَيَقِّنين من صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا عتيبة يُدرك صدق دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وورد في روايات أخرى أن أبا لهب نفسه كان يُحَذِّر المصاحبين لابنه في السفر من أمر افتراس ابنه؛ لأنه عَلِمَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليه بذلك!

قال أبو نعيم الأصبهاني في دلائل النبوة وهو يصف موقف دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم على عتيبة: "فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ سَلِّطْ عَلَيْهِ كَلْبًا مِنْ كِلاَبِكَ". قَالَ: وَأَبُو طَالِبٍ حَاضِرٌ فَوَجِمَ عَنْهَا، وَقَالَ: مَا أَغْنَاكَ عَنْ دَعْوَةِ ابْنِ أَخِي فَرَجَعَ، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، وَخَرَجُوا إِلَى الشَّامِ فَنَزَلُوا مَنْزِلاً، فَأَشْرَفَ عَلَيْهِمُ الرَّاهِبُ مِنَ الدَّيْرِ، فَقَالَ لَهُمْ: هَذِهِ أَرْضُ مَسْبَعَةٍ (أي كثيرة السِّبَاع). فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَعِينُونَا هَذِهِ اللَّيْلَةَ؛ فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْهِ دَعْوَةَ مُحَمَّدٍ، فَجَمَعُوا أَحْمَالَهُمْ فَفَرَشُوا لعُتَيْبَةُ عَلَيْهَا وَنَامُوا حَوْلَهُ، فَجَاءَ الأَسَدُ فَجَعَلَ يَتَشَمَّمُ وُجُوهَهُمْ، ثُمَّ ثَنَى ذَنَبَهُ فَوَثَبَ فَضَرَبَهُ بِيَدَيْهِ ضَرْبَةً فَأَخَذَهُ فَخَدَشَهُ، فَقَالَ: قَتَلَنِي وَمَاتَ مَكَانَهُ" [8].

ففي الرواية السابقة نجد أن الجميع كان مُصَدِّقًا لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبو طالب وَجَمَ للدعوة، وأبو لهب يأخذ حذره وحيطته، وعتيبة وجِلٌ مرتعب، والقوم المصاحبون لأبي لهب وابنه يأخذون الأمر مأخذ الجدِّ، ولا يتهكَّمون على أبي لهب، أو يلومونه على تصديق محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأن محمدًا صلى الله عليه وسلم عندهم فوق الشبهات!
انضم لاكبر صفحة فيس بوك ثقافية
https://www.facebook.com/M3loma2018
اشترك فى قناة معلومة من هنا
https://goo.gl/Nj8zte


#معلومة

أظهر المزيد
0 تعليقات sort ترتيب حسب

الفيديو التالي