الفيديو التالي


ترك والدي عائلتنا من أجل امرأة أخرى

16 المشاهدات
قصص واقعية
0
نشرت في 05/04/19 / في ترفيه

مرحباً، هذه ليزا، وطوال العام الماضي حاولت يائسة إبقاء أسرتها مجتمعة إلى أن أدركت بأنها لن تنجح في ذلك.

إحدى أقدم ذكريات طفولة ليزا هي أنها ذهبت ذات مرة مع والديها إلى الحديقة. ليس لحدوث شيء مميز، ولكن لسبب ما، لا يمكنها نسيان ابتسامات والديها المليئة بالبهجة، كانت لحظة سعادة حقيقية لثلاثتهم. وقد جعلت هذه الذكرى ما حدث لاحقاً أكثر سوءاً.

باختصار، ذات يوم وبعد 17 عام من الزواج، قام والدها بجمعهم معاً ليخبرهم بكل أسى بأنه سينفصل عن والدتها ويتزوج بأخرى. حسناً، كيف من الممكن أن تكون ردة فعلكم على خبر كهذا؟ في حين تعتقدون أن كل شيء على ما يرام وبأن والديكم يحبان بعضهما البعض وفجأة... يحدث هذا.

لقد سألت والدتها عن السبب ليجيبها بوضوح تام بأنه وقع في حب امرأة أخرى. ثم غادر ليتركها هي وأمها التي تذرف الدموع. بدا منزلهم فارغاً جداً بدونه ولقد اشتاقتا إليه. حاولت تخيّل كيف سيكون شعورها لو تركها زوجها المُستقبلي بعد عقدين من الزواج. من الصعب حقاً تخيّل ما يجب فعله لاحقاً.

بعد مرور فترة من الوقت، اتصل بها والدها والتقيا في المقهى. كانت تعتقد بأنه أراد العودة لهما، لربما أدرك خطأه وكان كل شيء مجرد سوء فهم. وبالطبع، كانت مُخطئة. لقد أراد فقط أن يقول لها أن مغادرته لا تغير من علاقتهما شيئاً. توسلت إليه أن يعيد النظر في الأمر والعودة إلى أمها، وأن يتذكر جميع الأوقات التي أمضوها معاً. إلا أنه اكتفى بالتبسم قائلاً “ليس الأمر بتلك البساطة”.

ثم قال أن والدتها امرأة قويّة وستتعافى عمّا قريب وعليها مساندتها. ولكن ماذا عنه؟ أليست مسؤوليته مساندتها، حتى لو لم يكن يحبها؟ كما وطلب منها مقابلة زوجته كونها إنسانة طيبة وأنها ستحبها. حينها أمسك بيدها وأومأت برأسها بصمت. لربما كان مُحقاً. هي لا ترغب بخسارة والدها. فلا زالت تحبه.
كان من الصعب عليها العودة للمنزل في ذاك اليوم. كانت والدتها في غاية الكآبة، حتى أنها لم تكلف نفسها عناء تمشيط شعرها في الصباح. كان من الصعب حقاً رؤية الإنسانة التي اعتنت بها طوال حياتها بمظهر كهذا. شعرت ليزا وكأنها تكره والدتها لضعفها.

عند مرحلة ما، فقدت ليزا صوابها وقالت لها أن مغادرة والدها كان خطؤها. انفجرت أمها بالبكاء أكثر من ذي قبل، فشعرت بذنب كبير لقولها ذلك، واعتذرت لها عشرات المرات بعد ذلك بأقل من نصف ساعة. ثم بدأت أمها تخبرها بكل شيء عن علاقتهما وكيف بدأت تصبح أسوء عاماً بعد عام، وكيف كانت تتوقع هذه النهاية في نهاية المطاف. قالت لها أنها تكره والدها ولا تريد مسامحته ولكن لم يكن بمقدور ليزا إرغام نفسها على موافقتها، فلا يمكنها أن تكره والدها.
خلال الأشهر القليلة القادمة حاولت ليزا في أحيان كثيرة الالتقاء بوالدها، ولكن في كل مرة كانت الفترة تصبح أطول. أولاً أسبوع ومن ثم أسبوعين ومن ثم ثلاثة. ليناديها ذات مرة باسم زوجته ولم يلاحظ ذلك حتى.

في تلك اللحظة أدركت ليزا أنها كانت تقدم على خطأ كبير طوال تلك الفترة. فبدلاً من مساندة أمها، حاولت يائسة الفوز بمودة أبيها. سألها مجدداً إن كانت مستعدة للقاء زوجته. أتعلمون بما أجابته؟ قالت له لا، فهي لا تود مقابلتها. أبداً. وفي حين كانت ترغب بإقامة علاقة جيدة مع والدها، لم يكن هو الشخص الذي يعاني، فعلى الأقل لديه زوجة جديدة، بينما كانت هي ووالدتها وحيدتين في المنزل.

في الأسابيع التالية، قامت بقضاء وقت أطول مع والدتها في محاولة لدعمها ولجعلها تنسى والدها. لقد أصبحتا أكثر قرباً من بعضها البعض. وأخيراً، أتتها الشجاعة لتخبر والدها بعدم رغبتها بمقابلة زوجته على الإطلاق. صحيح، لقد كان كل شيء بالنسبة لعائلتها، ولكنه لم يعد الآن جزءاً من هذه العائلة.

لا زالت ليزا حائرة في هذا الموقف برمته، ولكن يسعدها القول بأن والدتها تبدو على نحو أفضل في الوقت الحاضر. قالت لليزا الأسبوع الماضي أن عليّها أن تكفّ عن التفكير بهذا الأمر وأن تعيش حياتها بشكل طبيعي. فعليها الدراسة والاستمتاع مع أصدقائها ولربما مقابلة شاب والزواج منه وأن عليها ألّا تبقى تجادل والديها فهما راشدان وقادران على إدارة حياتهما.

تعتقد ليزا الآن بأنها كانت مُحقة. وتأمل بأن تصبح والدتها على نحو أفضل وأن تتمكن من الحفاظ على علاقة جيدة مع والدها وفي الوقت ذاته، يجب أن تعيش حياتها وتحل مشاكلها وبالطبع لا يزال عليها تقديم الدعم لأمها.

أظهر المزيد
0 تعليقات sort ترتيب حسب

الفيديو التالي